فلم يشعر خاقان إلا والتكبير من خلفه، وحمل المسلمون على الترك فقاتلوهم فقتلوا عظيما من عظمائهم وانهزم الترك. وسار عامر إلى الجنيد فلقيه وأقبل معه وعلى مقدمة الجنيد عمارة بن حريم فلما انتهى إلى فرسخين من بيكند تلقته خيل الترك فقاتلهم فكاد الجنيد يهلك ومن معه ثم أظهره الله وسار حتى قدم العسكر فظفر الجنيد وقتل الترك وزحف إليه خاقان فالتقوا دون رزمان من بلاد سمرقند وقطن بن قتيبة على ساقة الجنيد فأسر الجنيد من الترك ابن أخي خاقان في هذه الغزاة فبعث به إلى هشام.
وكان الجنيد قد استخلف في غزوته هذه مجشر بن مزاحم السلمي على مرو وولى سورة بن الحر التميمي بلخ وأوفد لما أصاب في وجهه هذا وفدا إلى هشام ورجع الجنيد إلى مرو وقد ظفر فقال خاقان هذا غلام مترف هزمني العام وأنا مهلكه في قابل.
واستعمل الجنيد عماله ولم يستعمل الا مضريا استعمل قطن بن قتيبة على بخارى والوليد بن القعقاع العبسي على هراة وحبيب بن مرة العبسي على شرطته وعلى بلخ مسلم بن عبد الرحمن الباهلي وكان عليها نصر بن سيار وكان ما بينة وبين الباهليين متباعدا لما كان بينهم بالبروقان وأرسل مسلم إلى نصر فصادفوه نائما فجاؤوا به في قميص ليس عليه سراويل ملببا فقال شيخ من مضر جئتم به على هذه الحال فعزل الجنيد مسلما عن بلخ واستعمل يحيى بن ضبيعة واستعمل على خراج سمرقند شداد بن خليد الباهلي.