بالاسرء حتى يصير المقدمة عين ذيها، و (بعبارة أخرى) ليس هنا مقدمة واحدة وهو الامر الوحداني من الاجزاء بل هنا مقدمات وكل جزء مقدمة، برأسها وفي كل واحد ملاك الغيرية، والجزء يغاير الكل الاعتباري في وعاء الاعتبار وتوضيح المقام يتوقف على بيان كيفية الإرادة الفاعلية كي يعلم منه حال الإرادة الامرية، (فنقول) تعلق الإرادة بشئ اما لأجل ادراك مصلحة فيه نفسه فيطلبه بذاته، واما لأجل كونه مما يتوصل به إلى ما فيه المصلحة (ثم) انه ربما تتعلق الإرادة بالواحد البسيط واخرى بالمركب والأول خارج من المقام و (الثاني) على قسمين: قسم يكون تركيبه تركيبا حقيقيا لتألفه مما هو شئ بالقوة أعني المادة، ومما هو شئ بالفعل أعني صورته وفصله: وقسم يكون تركيبه تركيبا صناعيا، وهو المؤلف من اجزاء ملتئمة ومجتمعة على ما يقتضيه الأصول الفنية لا كالتئام اللا متحصل بالمتحصل حتى يحصل الفناء والاندكاك بل لها بعد التركيب أيضا فعلية، الا ان الفاعل الفني قد الصق بعضها بعضا بحيث قد حصل له نحو وحدة وتركيب مع قطع النظر عن اعتبار المعتبر كالمعاجين والسيارة والبيت والمسجد) (وقسم ثالث) يكون التأليف اعتباريا، مثل اجتماع الأمور المتغايرة التي اعتبرت أمرا جمليا وواحدا اعتباريا ومنه الفوج والعسكر والمهيات الاختراعية كالصلاة والحج فان الوحدة في هؤلاء ليست الا بحسب الجعل والاعتبار ومع قطع النظر عن الاعتبار فهي وحدات عديدة مستقله و (هناك وحدات أخرى قد قررت في محله) ثم إن ما هو المنظور من التقسيم انما هو القسمان الأخيران، فنقول ان الغرض (قد يكون) قائما بوجود كل واحد من الافراد وإن كان بينهما وحدة وارتباط كدفع الملالة الحاصل من لقاء الأصدقاء إذ هو يحصل بلقاء كل واحد منهم مستقلا: فعند تصور كل واحد يريد لقائه بإرادة مستقلة، و (قد يكون) قائما بالمجتمع لا بالافراد كمن يريد فتح عاصمة أو هزم جند الخصم فإنه لا يحصل الا بالمئات المؤلفة والوفود المجتمعة من انصاره وعساكره (فح) كل واحد منها غير مراد ولا يحصل به الغرض، وانما المراد والمحصل له هو الفوج فيتصوره و يشتاقه ويريد احضاره ففي هذا التصور تكون الآحاد مندكة في الفوج ولا يكون كل واحد مشتاقا إليه ولا متعلقا بالإرادة النفسية، لعدم قيامه بفرد فرد مستقلا حتى يتوجه إليه الاشتياق والإرادة النفسية (نعم) بعد ما أراد احضار الفوج ثم أدرك ان وجود الفوج يتوقف على وجود
(١٥٩)