ويعتبر هذا الكتاب من أشهر مصنفاته حتى أنه عرف وخلد به على أنه لم يتمه كله، فلم يخرج منه سوى مقدمته في الأصول وبعض كتاب الطهارة في الفقه.
واما المقدمة: فهي ذات خطبة نفيسة، ومقصدين اثنين، وخاتمة.
أما المقصد الأول، فهو في فضل العلم والعلماء، وما يجب لهم وعليهم، ويضم تسعة وثلاثين حديثا بالإضافة إلى الكثير من النصوص القرآنية.
واما المقصد الثاني، فهو في تسعة مطالب أصولية ضمنها آراءه الخاصة في معظم فصوله وأصوله، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الآراء المحترمة لغيره من أساطين هذا الفن حتى أنه يمكن أن يصلح كفهرسة عامة وتاريخية لآرائهم.
واما الخاتمة فهي في التعادل والتراجيح عارضها فيها للأمور التي يحصل معها الترجيح والأسس التي يحل عندها التعادل.
وقد صار عليه المعول في التدريس من عصره إلى اليوم، بعد ما كان التدريس قبلا في الشرح العميدي على تهذيب العلامة، وشرح العلامة على مختصر ابن الحاجب، وشرح العضدي على مختصر ابن الحاجب. وقد فرغ من تأليفه في ربيع الثاني عام 994 ه وعلقت عليه حواش وشروح كثيرة عربية وفارسية، مفصلة ومختصرة، مستقلة وهامشية، لفظية واستدلالية، فيها المخطوط ومنها المطبوع، ومن جمله هذه الحواشي والشروح حاشية لولده الشيخ محمد، ولسلطان العلماء، وللمولى صالح المازندراني، وللشيخ المدقق الشيرواني، وللشيخ محمد تقي الأصفهاني، وللشيخ محمد طه نجف، وللسيد بحر العلوم، وللشيخ مصطفى اعتمادي، وغيرهم (1).
ومما يزيد هذا الكتاب افتخارا وسموا أنه لا زال شامخا وعلما للسابقين واللاحقين حيث أنه يدرس في الحوزات العلمية إلى جانب الكتب الأصولية الثلاثة وهي القوانين والرسائل والكفاية وأصول الفقه للمظفر (حديثا)، فهو مدخل المبتدئين وملاذ المجتهدين، جزى الله مؤلفه بالاجر والثواب وأقر عينه بجنان الخلد إلى أبد الآبدين.