معالم الدين وملاذ المجتهدين - ابن الشهيد الثاني - الصفحة ٤٦
البحث الأول في الأوامر أصل صيغة " إفعل " وما في معناها (1) حقيقة في الوجوب فقط بحسب اللغة على الأقوى وفاقا لجمهور الأصوليين. وقال قوم: إنها حقيقة في الندب فقط. وقيل:
في الطلب، وهو: القدر المشترك بين الوجوب والندب. وقال علم الهدى (2) رضي الله عنه: إنها مشتركة بين الوجوب والندب اشتراكا لفظيا في اللغة، و أما في العرف الشرعي فهي حقيقة في الوجوب فقط. وتوقف في ذلك قوم فلم يدروا، أللوجوب هي أم للندب. وقيل: هي مشتركة بين ثلاثة أشياء:
الوجوب، والندب، والإباحة. وقيل: هي للقدر المشترك (3) بين هذه الثلاثة وهو الاذن. وزعم قوم: أنها مشتركة بين أربعة أمور، وهي الثلاثة السابقة، والتهديد وقيل فيها أشياء أخر، لكنها شديدة الشذوذ، بينة الوهن، فلا جدوى في التعرض (4) لنقلها.
لنا وجوه: الأول - أنا نقطع بأن (5) السيد إذا قال لعبده: " إفعل كذا " فلم يفعل (6)، عد عاصيا وذمه العقلاء معللين حسن ذمه بمجرد ترك الامتثال، وهو معنى الوجوب.

1 - معناه - ب 2 - الذريعة إلى أصول الشريعة، ص 52.
3 - مشترك - ب 4 - للتعرض - ب 5 - نقطع ان السيد - الف 6 - فلا يفعل - ب
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست