في معرفة البيان على الرسول صلى الله عليه وآله والرجوع في تفصيل ذلك إليه وإذا جاز أن يخاطب بما لا يفهمه تعويلا على انا نعرف المراد من جهة غيره والا جاز أن يخاطبنا بذلك ويعول بنا على الرجوع إليه في معرفة البيان وان فرقوا بين الامرين بأن يقولوا إذا كان البيان عند الرسول وخاطبنا بالمجمل فنحن متمكنون من العلم بالمراد قلنا وإذا خاطبنا بالمجمل وعول بنا على مسألة عن بيانه والرجوع إليه في تفصيله فنحن أيضا متمكنون من العلم بالمراد ولا فرق بين الامرين وقد استويا في ان البيان لم يقترن بالخطاب وانما التعويل فيه على الرجوع إلى مترجم ومبين فأي فرق بين أن يكون هذا المبين هو الله تعالى أو رسوله فان قال ما ذكرتموه يقتضى أن يكون ذلك عبثا لأنه طول زمان المعرفة بغير فايدة وقد كان قادرا بدلا من أن يخاطبه بالمجمل ثم يلزمه سؤاله عن معناه فيبين له أن يبتدى ببيان ذلك له قلنا فالا كان ما ذكرتموه وأجزتموه أيضا عبثا لأنه كان قادرا على أن يخاطبه مقترنا بالبيان ولا تكلفه الرجوع إلى الرسول ومعرفة المراد لأنه تطويل البيان وطريق المعرفة فان قلتم هذا التطويل يمكن أن يتعلق به مصلحة قيل لكم فيما أنكرتموه مثل مثل ذلك ومما يضيق عليهم الكلام انهم تخيرون أن يخاطب بالمجمل ويمكن بيانه في الأصول ويكلف المخاطب الرجوع إلى الأصول فيعرف المراد فإذا قيل لهم ما الذي يجب أن يعتقد هذا المخاطب إلى أن يرجع إلى الأصول فيعرف المراد قالوا يجب أن يتوقف عن اعتقاد التفصيل ويعتقد على الجملة انه يمتثل ما يبين له وهذا يطرق عليهم ما قاله مجوز تأخير بيان المجمل من وجوب اعتقاد الجملة دون التفصيل وانتظار البيان واي فرق بين أن يكلف زمانا قصيرا من غير فهم المراد على سبيل التفصيل الاعتقاد الذي ذكروه ويحسن ذلك وبين أن يكلف زمانا طويلا مثل ذلك فإذا قال إذا كان البيان في الأصول فهو يتمكن من معرفة قلنا أو ليس هذا المخاطب إلى أن يتأمل الأصول ويقع يقف ظ) على البيان يكلف الاعتقاد المجمل الذي ذكرتموه على وجه حسن ولابد من زمان مقصود لا يمكنه معرفة المراد فيه لان تأمل الأصول والرجوع إليها حتى يعلم حصول البيان فيها أو خلوها منه لابد فيه من زمان قصر أو طال وإذا جاز أن يخاطب بما لا يتمكن من معرفة المراد به بالرجوع إلى الرسول أو بتأمل الأصول أن يجوزوا أن يكون متمكنا من ذلك بالرجوع إليه تعالى ولا فرق بين الامرين وبعد فإذا كان الخطاب يحسن بالمجمل وفي الأصول بيانه متى تأمل وكذلك إذا عول به على بيان الرسول يحسن أيضا فأي فرق بين ذلك وبين خطاب العربي بالزنجية أو ليس الموضعان متساويين في أن المراد في حال الخطاب غير مفهوم فان قلتم الفرق بينهما ان الخطاب بالزنجية لا طريق إلى العلم بالمراد به وهيهنا إلى العلم بالمراد طريق اما بالنظر في الأصول ومعرفة البيان منها أو بالرجوع إلى بيان الرسول قلنا لكم فأجيزوا أن يخاطبه بالزنجية ويقول به على سؤال من يعرف في الزنجية تفسير ذلك وبيان الغرض فيه أو يعول به على أن يتعلم لغة الزنج فذلك ممكن له وسهل عليه كما
(١٥)