وحده لما يعهده فيه من النشاط وقوة الشباب ولأنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ادرى بأوجه القراءات كلها وعثمان انما أشرك معه نفرا من قريش لأنه يريد جمع القرآن على حرف واحد وهو لغة قريش ويد من الأنصار، ولأنه يريد سرعة انجاز جمعه خوفا من تفاقم امر اختلاف الناس في القراءة ولننقل هنا شيئا مناسبا مما ذكره الإمام محمد بن جرير الطبري المولود سنه أربع وعشرين ومائتين في أول تفسيره بعد أن بين وجهة حمل عثمان الناس على مصحفه وهو (فان قال) بعض من ضعفت معرفته وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها (قيل) ان أمرهم بذلك لم يكن أمر ايجاب وفرض وانما كان أمر إباحة ورخصة الخ (ويسأل بعضهم) لم لم تكن الأحرف الستة الموجودة وقد أنزلت من عند الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أقرأها أصحابه فان نسخت فرفعت فما الدليل عليه، وان نسيتها الأمة وتركتها فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه (فأجاب الإمام ابن جرير الطبري) على هذه الأسئلة بقوله: لم تنسخ الأحرف الستة فترفع ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن
(٤٢)