اختلاف اليهود والنصارى كما ترى تفصيل ذلك في الجمع الثالث اما عدم نسخ كبار الصحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبو بكر فلم يكن هناك ما يدعو لذلك لعدم اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند الناس، وان بعضهم كتبوا مصاحفهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتلقوه منه سماعا - فكان جمع أبى بكر بمثابة سجل للقرآن يرجع إليه إذا حدث أمر كما وقع لعثمان حين جمعه القرآن فإنه رجع إلى الصحف البكرية وكانت عند حفصة بنت عمر (ويسأل بعضهم أيضا) لم لم يجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وعلى على نسخ المصحف وهم يحفظونه كله في صدورهم (فنقول) ان أبا بكر هو خليفة المسلمين وهؤلاء هم كبار الصحابة وهم أصحاب الرأي والشورى ومنهمكون في الغزوات ونشر الاسلام والنظر في مصالح الأمة فاشتغالهم بأنفسهم بجمع القرآن يمنعهم عن النظر في شؤون المسلمين لان التفرغ لجمعه يحتاج إلى مدة طويلة وعناء عظيم - وإذا عرفت انهم كانوا يجمعونه مما كتب على نحو العظام والألواح والحجارة وانهم ما كانوا يقبلون من أحد شيئا من القرآن الا بشاهدين علمت أنهم يحتاجون في البحث والترتيب والمراجعة
(٣٠)