كعلى بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وأبى بن كعب - وكل ذلك لم يكن فما هناك سوى التوقيف (والدليل على أنه اجتهادي) ما جاء في صحيح مسلم عن حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا.. الخ الحديث، فكونه صلى الله عليه وسلم قرأ النساء أولا ثم آل عمران فيه دليل على أن ترتيب سور المصحف من اجتهاد الصحابة كما تقدم ذلك من قول القاضي عياض وان ترتيبها في الصلاة ليس بواجب وأيضا ما جاء في صحيح البخاري عن يوسف بن ماهك قال انى عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال أي الكفن خير قالت ويحك وما يضرك قال يا أم المؤمنين أريني مصحفك قالت لم قال لعلي أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل انما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل.. الخ الحديث، ففي قول عائشة للعراقي وما يضرك أيه قرأت قبل دليل على أن ترتيب السور في التلاوة ليس بواجب، وهو كذلك في جميع المذاهب فإنه يجوز ترك ترتيبها في الصلاة والتلاوة والدرس، لان كل سورة
(٧١)