(فان قيل) لم لم يقولوا باتباع رسم الصحف البكرية وهي كتبت قبل مصحف عثمان (فنقول) ان مصحف أبى بكر كان مكتوبا بجميع الأحرف السبعة ولابد أن تكون كتابة كل حرف منها برسم صريح لا يحتمل قراءة حرف آخر، وان أبا بكر لم يحمل الناس على اتباع مصحفه لعدم الضرورة إلى ذلك كما سبق بيانه (1) فان الناس كانوا يقرؤن في زمنه بالأحرف السبعة فكان مصحفه الذي جمعه محفوظا عنده ثم كان عند عمر ثم كان عند حفصة بنت عمر فلما ماتت غسل غسلا فلم يبق له اثر (2) اما مصحف عثمان فقد استنسخه من الصحف البكرية على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة وهو حرف قريش وترك الأحرف الستة الباقية خشية اختلاف الناس في القراءة وامر بحرق جميع الألواح والمصاحف غير مصحفه الذي جمعه حتى لا تكون فرقة ولا اختلاف وحمل الناس على مصحفه ووافقه الصحابة على هذا العمل المبرور فصار اتباعه واجبا في ترتيبه ورسمه، وان كل مصحف من المصاحف التي أرسلها عثمان إلى المدن والأمصار كتب برسم غير رسم الآخر ليحتمل
(١١١)