تاريخ القرآن الكريم - محمد طاهر الكردي - الصفحة ٣٣
وسببه كما في البخاري عن أنس ان حذيفة بن اليمان (1) قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق
(١) هو حذيفة بن اليمان العبسي واسم اليمان حسيل بن جابر واليمان لقب كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة فحالف بنى عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية وتزوج والدة حذيفة وهي من الأنصار اسمها الرباب بنت كعب بن عدي فولد له بالمدينة واسلم حذيفة وأبوه وأرادا شهود بدر فصدهما المشركون وشهدا أحدا فاستشهد اليمان بها وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها * وروي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم روى مسلم عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن حذيفة قال لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فان لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر وكان فتح همدان والري والدينور على يد حذيفة، سئل حذيفة اي الفتن أشد قال إن يعرض عليك الخير والشر فلا تدرى أيهما تركب قال العجلي استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة على بأربعين يوما وذلك سنة ست وثلاثين اه ملخصا من الإصابة والاستيعاب وحذيفة هذا هو الذي يقول " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا الخ " وتمام الحديث في البخاري في كتاب الفتن وفي علامات النبوة أيضا وتمامه في صحيح مسلم في كتاب الامارة في باب الأمر بلزوم الجماعة ولولا التطويل لسقنا الحديث بتمامه. فإنه حديث مهم (ونقول) بما ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث حذيفة بما كان وما يكون لي يوم القيامة لا يبعد أن يسر عليه الصلاة والسلام إليه ان يحرض عثمان لجمع القرآن على حرف واحد إذا رآى اختلاف الناس في قراءته فكتم حذيفة هذا الامر حتى جاء وقته