وقال أيضا في حديث العرباض بن سارية " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " رواه أبو داود والترمذي ولهذا كان اجماعهم حجة.
على انك لن تجد من المسلمين عناية بشئ كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - سواء في نسخه أو تصحيحه أو حفظه أو حرمته وهذا لا يحتاج إلى دليل.
وأنظركم من المصاحف التي لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الاسلام إلى يومنا هذا " أي أربعة عشر قرنا " فهل رأيت فيه تبديلا أو تغييرا مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول (ولنختم هذا الفصل) بما رواه البيهقي عن يحيى بن أكثم قال دخل يهودي على المأمون فأحسن الكلام فدعاه إلى الاسلام فأبى ثم بعد سنة جاء مسلما فتكلم في الفقه فأحسن الكلام فسأله المأمون ما سبب اسلامه قال انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت منى وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة فاشتريت مني وعمدت إلى القرآن فكتبت