تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧٧
لا يقوى عليه الانسان وما ذاك الا لجهله بالله سبحانه وكيفية استنبائه «وإني لأظنه كاذبا» فيما يدعيه من الرسالة أي ومثل ذلك التزيين البليغ المفرط «زين لفرعون سوء عمله» فانهمك فيه انهماكا لا يرعوي عنه بحال «وصد عن السبيل» أي سبيل الرشاد والفاعل في الحقيقة هو الله تعالى ويؤيده قراءة زبن بالفتح وبالتوسط لشيطان وقرئ وصد على ان فرعون صد الناس عن الهدى بأمثال هذه التمويهات والشبهات ويؤيده قوله تعالى «وما كيد فرعون إلا في تباب» أي خسار وهلاك أو على انه من صد صدودا أي اعرض وقرئ بكسر الصاد على نقل حركة الدال اليه وقرئ وصد على انه عطف على سوء عمله وقرئ وصدوا أي هو وقومه «وقال الذي آمن» أي مؤمن آل فرعون وقيل موسى عليه السلام «يا قوم اتبعون» فيما دللتكم عليه «أهدكم سبيل الرشاد» أي سبيلا يصل سالكه إلى المقصود وفيه تعريض بأن ما يسلكه فرعون وقومه سبيل الغي والضلال «يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع» أي تمتع يسير لسرعة زوالها أجمل لهم أولا ثم فسر فافتتح بذم الدنيا وتصغير شأنها لان الاخلاد إليها راس كل شر ومنه تتشعب فنون ما يؤدي إلى سخط الله تعالى ثم ثنى بتعظيم الآخرة فقال «وإن الآخرة هي دار القرار» لخلودها ودوام ما فيها «من عمل» في الدنيا «سيئة فلا يجزى» في الآخرة «إلا مثلها» عدلا من الله سبحانه وفيه دليل على ان الجنايات تغرم بأمثالها «ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك» الذين عملوا ذلك «يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب» أي بغير تقدير وموازنة بالعمل بل اضعافا مضاعفة فضلا من الله عز وجل ورحمة وجعل العمل عمدة والايمان حالا للايذان بأنه لا عبرة بالعمل بدونه وان ثوابه أعلى من ذلك «ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار» كرر نداءهم إيقاظا لهم عن سنة الغفلة واعتناء بالمنادي له ومبالغة في توبيخهم على ما يقالون به نصحه ومدار التعجب الذي يلوح الاستفهام دعوتهم إياه إلى النار ودعوته إياهم إلى النجاة كأنه قيل أخبروني كيف هذه الحال أدعوكم إلى الخير وتدعونني إلى الشر وقد جعله بعضهم من قبيل مالي أراك حزينا وقوله تعالى «تدعونني لأكفر بالله» بدل أو بيان فيه تعليل والدعاء كالهداية في التعدية بإلى واللام «وأشرك به ما ليس لي به علم» بشركته له تعالى في المعبودية وقيل بربوبيته «علم» والمراد نفي المعلوم والاشعار بأن الألوهية لا بد لها من برهان موجب
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283