تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٤
فضله» في النهار بأنواع المكاسب «ولعلكم تشكرون» ولكي تشكروا نعمته تعالى فعل ما فعل أو لكي تعرفوا نعمته تعالى وتشكروه عليها «ويوم يناديهم» منصوب باذكر «فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون» تقريع إثر تقريع للاشعار بأنه لا شئ اجلب لغضب الله عز وجل من الاشراك كما لا شئ أدخل في مرضاته من توحيده سبحانه وقوله تعالى «ونزعنا» عطف على يناديهم وصيغة الماضي للدلالة على التحقق أو حال من فاعله بإضمار قد والالتفات إلى نون العظمة لإبراز كمال الاعتناء بشأن النزع وتهويله أي أخرجنا «من كل أمة» من الأمم «شهيدا» نبيا يشهد عليهم بما كانوا عليه كقوله تعالى فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد «فقلنا» لكل أمة من تلك الأمم «هاتوا برهانكم» على صحة ما كنتم تدينون به «فعلموا» يومئذ «أن الحق لله» في الإلهية لا يشاركه فيها أحد «وضل عنهم» أي غاب عنهم غيبة الضائع «ما كانوا يفترون» في الدنيا من الباطل «إن قارون كان من قوم موسى» كان ابن عمه يصهر بن قاهث ابن لاوي بن يعقوب عليه السلام وموسى عليه السلام ابن عمران بن قاهث وقيل كان موسى عليه السلام ابن أخيه وكان يسمى المنور لحسن صورته وقيل كان أقرأ بني إسرائيل للتوارة ولكنه نافق كما نافق السامري وقال إذا كانت النبوة لموسى والمذبح والقربان لهارون فما لي وروى انه لما جاوز بهم موسى عليه السلام البحر وصارت الرسالة والحبورة والقربان لهارون وجد قارون في نفسه وحسدهما فقال لموسى الامر لكما ولست على شئ إلى متى اصبر قال موسى عليه السلام هذا صنع الله تعالى قال لا أصدقك حتى تأتي بآية فامر رؤساء بني إسرائيل أن يجئ كل واحد بعصاه فحزمها وألقاها في القبة التي كان الوحي ينزل إليه فيها فكانوا يحرسون عصيهم بالليل فأصبحوا فإذا بعصا هارون تهتز ولها ورق أخضر فقال قارون ما هو بأعجب مما تصنع من السحر وذلك قوله تعالى «فبغى عليهم» فطلب الفضل عليهم وان يكونوا تحت أمره أو ظلمهم قيل وذلك حين ملكه فرعون على بني إسرائيل وقيل حسدهم وذلك ما ذكر منه في حق موسى وهارون عليهما السلام «وآتيناه من الكنوز» أي الأموال المدخرة «ما إن مفاتحه» أي مفاتح صناديقه وهو جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به وقيل خزائنه وقياس واحدها المفتح بالفتح «لتنوء بالعصبة أولي القوة» خبر ان والجملة صلة ما وهو ثاني مفعولى آتى وناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله والعصبة والعصابة الجماعة الكثيرة وقرئ لينوء بالياء على اعطاء المضاف حكم المضاف اليه كما مر في قوله تعالى ان رحمة الله
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283