تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧٣
من واق» أي من واق يقيهم عذاب الله «ذلك» أي ما ذكر من الاخذ «بأنهم» بسبب انهم «كانت تأتيهم رسلهم بالبينات» أي بالمعجزات أو بالاحكام الظاهرة «فكفروا فأخذهم الله إنه قوي» متمكن مما يريد غابة التمكن «شديد العقاب» لا يؤبه عند عقابه بعقاب «ولقد أرسلنا موسى بآياتنا» وهي معجزاته «وسلطان مبين» أي وحجة قاهرة وهي اما عين الآيات والعطف لتغاير العنوانين واما بعض مشاهيرها كالعصا أفردت بالذكر مع اندراجها تحت الآيات لأن فيها افراد جبريل وميكال به مع دخولهما في الملائكة عليهم السلام «إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب» أي فيما أظهره من المعجزات وفيما ادعاه من رسالة رب العالمين «فلما جاءهم بالحق من عندنا» وهو ما ظهر على يده من المعجزات القاهرة «قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم» كما قال فرعون سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم أي أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلونه أولا وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث صلى الله عليه وسلم وأحس بأنه قد وقع ما وقع اعاده عليهم غيظا وحنقا وزعما منه انه يصدهم بذلك عن مظاهرته ظنا منهم انه المولود الذي حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملكهم على يده «وما كيد الكافرين إلا في ضلال» أي في ضياع وبطلان لا يغني عنهم شيئا وينفذ عليهم لا محالة القدر المقدور والقضاء المحتوم واللام اما للعهد والاظهار في موقع الاضمار لذمهم بالكفر والاشعار بعلة الحكم أو للجنس وهم داخلون فيه دخولا أوليا والجملة اعتراض جيء به في تضاعيف ما حكى عنهم من الأباطيل للمسارعة إلى بيان بطلان ما أظهروه من الأبراق والارعاد واضمحلاله بالمرة «وقال فرعون ذروني أقتل موسى» كان ملؤه إذا هم بقتله عليه الصلاة والسلام وكفوه بقولهم ليس هذا بالذي تخافه فإنه أقل من ذلك واضعف وما هو الا بعض السحرة وبقولهم إذا قتلته أدخلت على الناس شبهة واعتقدوا انك عجزت عن معارضته بالحجة وعدلت إلى المقارعة بالسيف والظاهر من دهاء اللعين ونكارته انه كان قد استيقن انه نبي وان ما جاء به آيات باهرة وما هو بسحر ولكن كان يخاف ان هم بقتله ان يعاجل بالهلاك وكان قوله هذا تمويها على قومه وإيهاما انهم هم الكافون له عن قتله
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283