تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٥٦
«إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا» استئناف مسوق لبيان غاية قبح الشرك وهو له أي يمسكها كراهة زوالهما أو يمنعهما ان تزولا لان الامساك منع «ولئن زالتا إن أمسكهما» أي ما أمسكهما «من أحد من بعده» من بعد امساكه تعالى أو من بعد الزوال والجملة سادة مسد الجوابين ومن الأولى مزيدة لتأكيد العموم والثانية للابتداء «إنه كان حليما غفورا» غير معاجل بالعقوبة التي تستوجبها جناياتهم حيث أمسكهما وكانتا جديرتين بأن تهدا هدا حسبما قال تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وقرئ ولو زالتا «وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم» بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا لعن الله اليهود والنصارى اتتهم الرسل فكذبوهم فو الله لئن اتانا رسول لنكونن اهدى من احدى الأمم اليهود والنصارى وغيرهم أو من الأمة التي يقال لها احدى الأمم تفضيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة «فلما جاءهم نذير» واي نذير اشرف الرسل عليهم الصلاة والسلام «ما زادهم» أي النذير أو مجيئه «إلا نفورا» تباعدا عن الحق «استكبارا في الأرض» بدل من نفورا أو مفعول له «ومكر السيء» أصله وان مكروا السيء أي المكر السيء ثم ومكرا السيء ثم ومكر السيء وقرئ بسكون الهمزة في الوصل ولعله اختلاس ظن سكوتا وقفة خفيفة وقرئ مكرا سيئا «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون» أي ما ينتظرون «إلا سنة الأولين» أي سنة الله فيهم بتعذيب مكذبيهم «فلن تجد لسنة الله تبديلا» بأن يضع موضع العذاب غير العذاب «ولن تجد لسنة الله تحويلا» بأن ينقله من المكذبين إلى غيرهم والفاء لتعليل ما يفيده الحكم بانتظارهم العذاب من مجيئه ونفي وجدان التبديل والتحويل عبارة عن نفي وجودهما بالطريق البرهاني وتخصيص كل منهما بنفي مستقل لتأكيد انتفائهما «أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» استشهاد على ما قبله من جريان سنته تعالى على تعذيب المكذبين بما يشاهدونه
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283