تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٨٣
فإن الاحسان عين التصوير أي صوركم أحسن تصوير حيث خلقكم منتصب القامة بادي البشرة متناسب الأعضاء والتخطيطات متهيئا لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات «ورزقكم من الطيبات» أي اللذائذ «ذلكم» الذي بغت بما ذكر من النعوت الجليلة «الله ربكم» خبران لذلكم «فتبارك الله» أي تعالى بذاته «رب العالمين» أي مالكهم ومربيهم والكل تحت ملكوته مفتقر اليه في ذاته ووجوده وسائر أحواله جميعا بحيث لو انقطع فيضه عنه آنا لانعدم بالكلية «هو الحي» المتفرد بالحياة الذاتية الحقيقية «لا إله إلا هو» إذ لا موجود يدانيه في ذاته وصفاته وافعاله «فادعوه» فاعبدوه خاصة لاختصاص ما يوجبه به تعالى «مخلصين له الدين» أي الطاعة من الشرك الجلي والخفي «الحمد لله رب العالمين» أي قائلين ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما من قال لا اله الا الله فليقل على اثرها الحمد لله رب العالمين «قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي» من الحجج والآيات أو من الآيات لكونها مؤيدة لأدلة العقل منبهة عليها فإن الآيات التنزيلية مفسرات للآيات التكوينية الآفاقية والأنفسية «وأمرت أن أسلم لرب العالمين» أي بأن انقاد له واخلص له ديني «هو الذي خلقكم من تراب» أي في ضمن خلق آدم عليه الصلاة والسلام منه حسبما مر تحقيقه مرارا «ثم من نطفة» أي ثم خلقكم خلقا تفصيليا من نطفة أي مني «ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا» أي أطفالا والافراد لإرادة الجنس أو لإرادة كل واحد من افراده «ثم لتبلغوا أشدكم» علة ليخرجكم معطوفه على علة أخرى له مناسبة لها كأنه قيل ثم يخرجكم طفلا لتكبروا شيئا فشيئا ثم لتبلغوا كمالكم في القوة والعقل وكذا الكلام في قوله تعالى «ثم لتكونوا شيوخا» ويجوز عطفه على لتبلغوا وقرئ شيخا كقوله تعالى طفلا «ومنكم من يتوفى من قبل» أي من قبل الشيخوخة بعد بلوغ الأشد أو قبله أيضا «ولتبلغوا» متعلق بفعل مقدر بعده أي ولتبلغوا «أجلا مسمى» هو وقت الموت أو يوم القيامة بفعل ذلك «ولعلكم تعقلون» ولكي تعقلوا ما في ذلك من فنون الحكم والعبر «هو الذي يحيي» الأموات «ويميت» الاحياء أو الذي يفعل الاحياء والأمانة «فإذا قضى أمرا» أي أراد امرا من الأمور «فإنما يقول له كن فيكون» من غير توقف على شيء من الأشياء أصلا وهذا تمثيل لتأثير قدرته في المقدورات عند تعلق ارادته بها وتصوير لسرعة
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283