تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١١٥
بقول تعالى «بغير ما اكتسبوا» أي بغير جناية يستحقون بها الأذية بعد اطلاقه فيما قبله للايذان بأن اذى الله ورسوله لا يكون الا غير حق واما اذى هؤلاء فمنه ومنه «فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا» أي ظاهرا بينا قيل انها نزلت في منافقين كانوا يؤذون عليا رضي الله عنه ويسمعونه مالا خير فيه وقيل في أهل الافك وقال الضحاك والكلبي في زناة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن كانوا لا يتعرضون الا للاماء ولكن ربما كان يقع منهما التعرض للحرائر أيضا جهلا أو تجاهلا لاتحاد الكل في الزي واللباس والظاهر عمومه لكل ما ذكر ولما سيأتي من أراجيف المرجفين «يا أيها النبي» بعدما بين سوء حال المؤذين زجرا لهم عن الايذاء امر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأمر بعض المتأذنين منهم بما يدفع ايذاءهم في الجملة من الستر والتميز عن مواقع الايذاء فقيل «قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن» الجلباب ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتقي منه ما لرسله على صدرها وقيل هي الملحفة وكل ما يتستر به أي يغطين بها وجوههن وأبدانهن إذا برزن لداعية من الدواعي ومن للتبعيض لما مر من ان المعهود التلفع ببعضها وارخاء بعضها وعن السدي تغطي احدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين «ذلك» أي ما ذكر من التغطي «أدنى» أقرب «أن يعرفن» ويميزن عن الإماء والقينات اللاتي هن مواقع تعرضهم وايذائهم «فلا يؤذين» من جهة أهل الريبة بالتعرض لهن «وكان الله غفورا» لما سلف منهن من التفريط «رحيما» بعباده حيث يراعى من مصالحهم أمثال هاتيك الجزئيات «لئن لم ينته المنافقون» عما هم عليه من النفاق واحكامه الموجبة للايذاء «والذين في قلوبهم مرض» عما هم عليه من التزلزل وما يستتبعه مما لا خير فيه «والمرجفون في المدينة» من الفريقين عما هم عليه من نشر اخبار السوء عن سرايا المسلمين وغير ذلك من الأراجيف الملفقة المستتبعة للأذية واصل الارجاف التحريك من الرجفة التي هي الزلزلة وصفت به الاخبار الكاذبة لكونها متزلزلة غير ثابتة «لنغرينك بهم» لنأمرنك بقتالهم واجلائهم أو بما يضطرهم إلى الجلاء ولنحرضنك على ذلك «ثم لا يجاورونك» عطف على جواب القسم وثم الدلالة على ان الجلاء ومفارقة جوار الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم ما يصيبهم «فيها» أي في المدينة «إلا قليلا» زمانا أو جوارا قليلا ريثما يتبين حالهم من الانتهاء وعدمه «ملعونين» نصب على الشتم أو الحال على ان الاستثناء وارد عليه أيضا على رأى من يجوزه كما مر في قوله تعالى غير ناظرين إناه ولا سبيل إلى انتصابه عن قوله تعالى «أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا»
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283