تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٣٨
بينات» بيان لبعض آخر من كفرانهم أي إذا تتلى عليهم بلسان الرسول صلى الله عليه وسلم آياتنا الناطقة بحقية التوحيد وبطلان الشرك «قالوا ما هذا» يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم «إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم» فيستتبعكم بما يستدعيه من غير ان يكون هناك دين الهي وإضافة الآباء إلى المخاطبين لا إلى أنفسهم لتحريك عرق العصبية منهم مبالغة في تقريرهم على الشرك وتنفيرهم عن التوحيد «وقالوا ما هذا» يعنون القرآن الكريم «إلا إفك» أي كلام مصروف عن وجهه لا مصداق له في الواقع «مفترى» بإسناده إلى الله تعالى «وقال الذين كفروا للحق» أي لامر النبوة أو الاسلام أو القرآن على ان العطف لاختلاف العنوان بأن يراد بالأول معناه والثاني نظمه المعجز «لما جاءهم» من غير تدبر ولا تأمل فيه «إن هذا إلا سحر مبين» ظاهر سحريته وفي تكرير الفعل والتصريح بذكر الكفرة وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه وما في لما من المسارعة إلى البيت بهذا القول الباطل انكار عظيم له وتعجيب بليغ منه «وما آتيناهم من كتب يدرسونها» فيها دليل على صحة الاشراك كما في قوله تعالى أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وقوله تعالى «أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون» وقرئ يدرسونها ويدرسونها بتشديد الدال يفتعلون من الدرس «وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير» يدعوهم إليه وينذرهم بالعقاب إن لم يشركوا وقد بان من قبل ان لا وجه له بوجه من الوجوه فمن اين ذهبوا هذا المذهب الزائغ وهذا غاية تجهيل لهم وتسفيه لرأيهم ثم هددهم بقوله تعالى «وكذب الذين من قبلهم» من الأمم التقدمة والقرون الخالية كما كذبوا «وما بلغوا معشار ما آتيناهم» أي ما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة وطول العمر وكثرة المال أو ما بلغ أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات والهدى «فكذبوا رسلي» عطف على كذب الذين الخ بطريق التفصيل والتفسير كقوله تعالى «كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا» الخ «فكيف كان نكير» أي إنكاري لهم بالتدمير فليحذر هؤلاء من مثل ذلك «قل إنما أعظكم بواحدة» أي ما أرشدكم وأنصح لكم إلا بخصلة واحدة هي ما دل عليه قوله تعالى «أن تقوموا لله» على أنه بدل منها أو بيان لها أو خبر مبتدأ محذوف أي هي أن تقوموا من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تنتصبوا للأمر خالصا لوجه الله تعالى معرضا عن المماراة والتقليد «مثنى وفرادى» أي متفرقين اثنين اثنين وواحدا واحدا فإن الازدحام يشوش الافهام ويخلط الأفكار بالأوهام وفي تقديم مثنى إيذان بأنه أوثق وأقرب إلى الاطمئنان «ثم
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283