أي تذكرا قليلا تتذكرون وقرئ على الغيبة والضمير للناس أو الكفار «إن الساعة لآتية لا ريب فيها» أي في مجيئها لوضوح شواهدها واجماع الرسل على الوعد بوقوعها «ولكن أكثر الناس لا يؤمنون» لا يصدقون بها لقصور انظارهم على ظواهر ما يحسون به «وقال ربكم ادعوني» أي اعبدوني «أستجب لكم» أي أنبكم لقوله تعالى «إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» أي صاغرين أذلاء وان فسر الدعاء بالسؤال كان الامر الصارف عنه منزلا منزلة الاستكبار عن العبادة للمبالغة أو المراد بالعبادة الدعاء فإنه من أفضل أبوابها وقرئ سيدخلون على صيغة المبني للمفعول من الادخال «الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه» بأن خلقه باردا مظلما ليؤدي إلى ضعف الحركات وهدء الحواس لتستريحوا فيه وتقدم الجار والمجرور على المفعول قد مر سره مرارا «والنهار مبصرا» أي مبصرا فيه أو به «إن الله لذو فضل» عظيم لا يوازيه ولا يدانيه فضل «على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون» لجهلهم بالمنعم وإغفالهم مواضع النعم وتكرير الناس لتخصيص الكفران بهم «ذلكم» المتفرد بالافعال المقتضية للألوهية والربوبية «الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو» اخبار مترادفة تخصص اللاحقة منها السابقة وتقررها وقرئ خالق بالنصب على الاختصاص فيكون لا اله الا هو استئناف بما هو كالنتيجة للأوصاف المذكورة «فأنى تؤفكون» فكيف ومن أي وجه تصرفون عن عبادته خاصة إلى عبادة غيره «كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون» أي مثل ذلك الافك العجيب الذي لا وجه له ولا مصحح أصلا يؤفك كل من جحد بآياته تعالى أي آية كانت لا افكا اخر له وجه ومصحح في الجملة «الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء» بيان لفضله تعالى المتعلق بالمكان بعد بيان فضله المتعلق بالزمان وقوله تعالى «وصوركم فأحسن صوركم» بيان لفضله المتعلق بأنفسهم والفاء في فأحسن تفسيرية
(٢٨٢)