تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧٥
مسرف كذاب لا يهديه الله سبيل الصواب ومنهاج النجاة «يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين» غالبين عالين على بني إسرائيل «في الأرض» أي ارض مصر لا يقاومكم أحد في هذا الوقت «فمن ينصرنا من بأس الله» من اخذه وعذابه «إن جاءنا» أي فلا تفسدوا امركم ولا تتعرضوا لبأس الله بقتله فإن جاءنا لم يمنعنا منه أحد وانما نسب ما يسرهم من الملك والظهور في الأرض إليهم خاصة ونظم نفسه في سلكهم فيما يسوؤهم من مجيء بأس الله تعالى تطييبا لقلوبهم وايذانا بأنه مناصح لهم ساع في تحصيل ما يجديهم ودفع ما يرديهم سعيه في حق نفسه ليتأثروا بنصحه «قال فرعون» بعد ما سمع نصحه «ما أريكم» أي ما أشير عليكم «إلا ما أرى» واستصوبه من قتله «وما أهديكم» بهذا الرأي «إلا سبيل الرشاد» أي الصواب أولا أعلمكم الا ما اعلم ولا أسر عنكم خلاف ما أظهره ولقد كذب حيث كان مستشعرا للخوف الشديد ولكنه كان يتجلد ولولاه لما استشار أحدا ابدا وقرئ بتشديد الشين للمبالغة من رشد كعلام أو من رشد كعباد لامن أرشد كجبار من أجبر لأنه مقصور على السماع أو للنسبة إلى الرشد كعواج وبتات غير منظور فيه إلى فعل «وقال الذي آمن» مخاطبا لقومه «يا قوم إني أخاف عليكم» في تكذيبه والتعرض له بالسوء «مثل يوم الأحزاب» مثل أيام الأمم الماضية يعني وقائعهم وجمع الأحزاب مع التفسير اغنى عن جمع اليوم «مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود» أي مثل جزاء ما كانوا عليه من الكفر وايذاء الرسل «والذين من بعدهم» كقوم لوط «وما الله يريد ظلما للعباد» فلا يعاقبهم بغير ذنب ولا يخلى الظالم منهم بغير انتقام وهو أبلغ من قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد لما ان المنفي فيه إرادة ظلم ما ينتفي الظلم بطريق الأولوية «ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد» خوفهم بالعذاب الأخروي بعد تخويفهم بالعذاب الدنيوي ويوم التناد يوم القيامة لأنه ينادي فيه بعضهم للاستغاثة أو يتصايحون بالويل والثبور أو يتنادى أصحاب الجنة وأصحاب النار حسبما حكى في سورة الأعراف وقرئ بتشديد الدال وهو ان يند بعضهم من بعض كقوله تعالى يوم يفر المرء من أخيه وعن الضحاك إذا سمعوا زفير النار هربا فلا يأتون قطرا من الأقطار الا وجدوا ملائكة صفوفا فبينا هم بموج بعضهم في بعض إذ سمعوا مناديا اقبلوا إلى الحساب «يوم تولون مدبرين» بدل من يوم التناد أي منصرفين عن الموقف إلى النار أو فارين منها حسبما نقل آنفا
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283