تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٦٦
«الله الذي خلقكم من ضعف» مبتدأ وخبر أي ابتدأكم ضعفاء وجعل الضعف أساس امركم كقوله تعالى وخلق الانسان ضعيفا أي خلقكم من أصل ضعيف هو النطفة «ثم جعل من بعد ضعف قوة» وذلك عند بلوغكم الحلم أو تعلق الروح بأبدانكم «ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة» إذا اخذ منكم السن وقرئ بضم الضاد في الكل وهو أقوى لقول ابن عمر رضي الله عنهما قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرأني من ضعف وهما لغتان كالفقر والفقر والتنكير مع التكرير لان المتقدم غير المتأخر «يخلق ما يشاء» من الأشياء التي من جملتها ما ذكر من الضعف والقوة والشيبة «وهو العليم القدير» المبالغ في العلم والقدرة فإن الترديد فيما ذكر من الأطوار المختلفة من أوضح دلائل العلم والقدرة «ويوم تقوم الساعة» أي القيامة سميت بها لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا أو لأنها تقع بغتة وصارت علما لها كالنجم للثريا والكوكب للزهرة «يقسم المجرمون ما لبثوا» أي في القبور أو في الدنيا والأول هو الأظهر لان لبثهم مغيا بيوم البعث كما سيأتي وليس لبثهم في الدنيا كذلك وقيل فيما بين فناء الدنيا والبعث وانقطاع عذابهم وفي الحديث ما بين فناء الدنيا والبعث أربعون وهو محتمل للساعات والأيام والأعوام وقيل لا يعلم أهي أربعون سنة أو أربعون الف سنة «غير ساعة» استقلوا مدة لبثهم نسيانا أو كذبا أو تخمينا «كذلك كانوا يؤفكون» مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون في الدنيا عن الحق والصدق «وقال الذين أوتوا العلم والإيمان» في الدنيا من الملائكة والانس «لقد لبثتم في كتاب الله» في علمه أو قضائه أو ما كتبه وعينه أو في اللوح أو القرآن وهو قوله تعالى ومن ورائهم برزخ «إلى يوم البعث» ردوا بذلك ما قالوه وأيدوه باليمين كأنهم من فرط حيرتهم لم يدروا ان ذلك هو البعث الموعود الذي كانوا ينكرونه وكانوا يسمعون انه يكون بعد فناء الخلق كافة ويقدرون لذلك زمانا مديدا وان لم يعتقدوا تحققه فرد العالمون مقالتهم ونبهوهم على أنهم لبثوا إلى غاية بعيدة كانوا يسمعونها وينكرونها وبكتوهم بالاخبار بوقوعها حيث قالوا «فهذا يوم البعث» الذي كنتم توعدون في الدنيا «ولكنكم كنتم لا تعلمون» انه حق فتستعجلون به استهزاء والفاء جواب شرط محذوف كما في قول من قال * قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا * ثم القفول فقد جئنا خراسانا * «فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم» أي عذرهم وقرئ تنفع بالتاء محافظة على ظاهر اللفظ وان توسط
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283