سورة يس مكية وعنه صلى الله عليه وسلم تدعى المعمة تعم صاحبها خير الدارين والدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضى له كل حاجة وآياتها ثلاث وثمانون «بسم الله الرحمن الرحيم» «يس» اما مسرود على نمط التعديد فلا حظ له من الاعراب أو اسم السورة كما نص عليه الخليل وسيبويه وعليه الأكثر فمحله الرفع على انه خبر مبتدأ محذوف أو النصب على انه مفعول لفعل مضمر وعليهما مدار قراءة يس بالرفع والنصب أي هذه يس أو اقرا يس ولا مساغ للنصب بإضمار فعل القسم لان ما بعده مقسم به وقد أبو الجمع بين قسمين على شيء واحد قبل انقضاء الأول ولا مجال للعطف لاختلافهما اعرابا وقيل هو مجرور بإضمار باء القسم مفتوح لكونه غير منصرف كما سلف في فاتحة سورة البقرة من ان ما كانت من هذه الفواتح مفردة مثل صاد وقاف ونون أو كانت موازنة لمفرد نحو طس ويس وحم الموازنة لقابيل وهابيل يتأتى فيها الاعراب اللفظي ذكره سيبويه في باب أسماء السور من كتابه وقيل هما حركتا بناء كما في حيث وأين حسبما يشهد بذلك قراءة يس بالكسر كجير وقيل الفتح والكسر تحريك للجد في الهرب من التقاء الساكنين وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان معناه يا انسان في لغة طيء قالوا المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل أصله يا أنيسين فاقتصر على شطره كما قيل من الله في أيمن الله «والقرآن» بالجر على انه مقسم به ابتداء وقد جوز ان يكون عطفا على يس على تقدير كونه مجرورا بإضمار باء القسم «الحكيم» أي المتضمن للحكمة أو الناطق بها بطريق الاستعارة أو المتصف بها على الاسناد المجازي وقد جوز ان يكون الأصل الحكيم قائله فحذف المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه فبإنقلابه مرفوعا بعد الجر استكن في الصفة المشبهة كما مر في صدر سورة لقمان «إنك لمن المرسلين» جواب للقسم والجملة لرد انكار الكفرة بقولهم في حقه صلى الله عليه وسلم لست مرسلا وهذه الشهادة منه عز وجل من جملة ما أشير اليه بقوله تعالى في جوابهم قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم وفي تخصيص القرآن بالإقسام به أولا وبوصفه بالحكيم ثانيا تنويه بشأنه وتنبيه على انه كما يشهد برسالته صلى الله عليه وسلم من حيث نظمه المعجز المنطوي على بدائع الحكم يشهد بها من هذه الحيثية أيضا لما ان الاقسام بالشيء
(١٥٨)