تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧٩
كما روى ابن مسعود رضي الله عنه ان أرواحهم في أجواف طير سود تعرض على النار بكرة وعشيا إلى يوم القيامة وذكر الوقتين اما للتخصيص واما فيما بينهما فالله تعالى اعلم بحالهم واما للتأييد هذا ما دامت الدنيا «ويوم تقوم الساعة» يقال للملائكة «أدخلوا آل فرعون أشد العذاب» أي عذاب جهنم فإنه أشد مما كانوا فيه أو أشد عذاب جهنم فإن عذابها ألوان بعضها أشد من بعض وقرئ ادخلوا من الدخول أي يقال لهم ادخلوا يا آل فرعون أشد العذاب «وإذ يتحاجون في النار» أي واذكر لقومك وقت تخاصمهم فيها «فيقول الضعفاء» منهم «للذين استكبروا» وهم رؤساؤهم «إنا كنا لكم تبعا» أتباعا كخدم في جمع خادم أو ذوي تبع أي اتباع على اضمار المضاف أو تبعا على الوصف بالمصدر مبالغة «فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار» بالدفع أو بالحمل ونصيبا منصوب بمضمر يدل عليه مغنون أي دافعون عنا نصيبا الخ أو بمغنون على تضمينه معنى الحمل أي مغنون عنا حاملين نصيبا الخ أو نصب على المصدرية كشيئا في قوله تعالى لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا فإنه في موقع غناء فكذلك نصيبا «قال الذين استكبروا إنا كل فيها» أي نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا وقرئ كلا على التأكيد لاسم ان بمعنى كلنا وتنويه عوض عن المضاف اليه ولا مساغ لجعله حالا من المستكن في الظرف فإنه لا يعمل في الحال المتقدمة كما يعمل في الظرف المتقدم فإنك تقول كل يوم لك ثوب ولا تقول جديدا لك ثوب «إن الله قد حكم بين العباد» وقضى قضاء متقنا لا مرد له ولا معقب لحكمه «وقال الذين في النار» من الضعفاء والمستكبرين جميعا لما ضاقت حيلهم وعيت بهم عللهم «لخزنة جهنم» أي للقوام بتعذيب أهل النار ووضع جهنم موضع الضمير للتهويل والتفظيع أو لبيان محلهم فيها بأن تكون جهنم ابعد دركات النار وفيها اعني الكفرة وأطغاهم أو لكون الملائكة الموكلين بعذاب أهلها أقدر على الشفاعة لمزيد قربهم من الله تعالى «ادعوا ربكم يخفف عنا يوما» أي مقدار يوم أو في يوم ما من الأيام على انه ظرف لا معيار شيئا «من العذاب» واقتصارهم في الاستدعاء على ما ذكر من تخفيف قدر يسير من العذاب في مقدار قصير من الزمان دون رفعه رأسا أو تخفيف قدر كثير منه في زمان مديد لان ذلك عندهم مما ليس في حيز الامكان ولا يكاد يدخل تحت أمانيهم «قالوا» أي الخزنة «أولم تك تأتيكم رسلكم
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283