«ما لكم من الله من عاصم» يعصمكم من عذابه والجملة حال أخرى من ضمير تولون «ومن يضلل الله فما له من هاد» يهديه إلى طريق النجاة «ولقد جاءكم يوسف» هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام على ان فرعونه فرعون موسى أو على نسبة أحوال الآباء إلى الأولاد وقيل سبطه يوسف بن إبراهيم بن يوسف الصديق «من قبل» من قبل موسى «بالبينات» بالمعجزات الواضحة «فما زلتم في شك مما جاءكم به» من الدين «حتى إذا هلك» بالموت «قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا» ضما إلى تكذيب رسالته تكذيب رسالة من بعده أو جزما بأن لا يبعث بعده رسول مع الشك في رسالته وقرئ ألن يبعث الله على ان بعضهم يقرر بعضا بنفي البعث «كذلك» مثل ذلك الاضلال الفظيع «يضل الله من هو مسرف» في عصيانه «مرتاب» في دينه شاك فيما تشهد به البينات لغلبة الوهم والانهماك في التقليد «الذين يجادلون في آيات الله» بدل من الموصول الأول أو بيان له أو صفة باعتبار معناه كأنه قيل كل مسرف مرتاب أو المسرفين المرتابين «بغير سلطان» متعلق يجادلون أي بغير حجة صالحة للتمسك بها في الجملة «آتاهم» صفة سلطان «كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا» فيه ضرب من التعجب والاستعظام وفي كبر ضمير يعود إلى من وتذكيره باعتبار اللفظ وقيل إلى الجدال المستفاد من يجادلون «كذلك» أي مثل ذلك الطبع الفظيع «يطبع الله على كل قلب متكبر جبار» فيصدر عنه أمثال ما ذكر من الاسراف والارتياب والمجادلة بالباطل وقرئ بتنوين قلب ووصفه بالتكبر والتجبر لأنه منعهما «وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا» أي بناء مكشوفا عاليا من صرح الشيء إذ ظهر «لعلي أبلغ الأسباب» أي الطرق «أسباب السماوات» بيان لها وفي ابهامها ثم ايضاحها تفخيم لشأنها وتشويق للسامع إلى معرفتها «فأطلع إلى إله موسى» بالنصب على جواب الترجي وقرئ بالرفع عطفا على أبلغ ولعله أراد ان يبني له رصدا في موضع عال ليرصد منه أحوال الكواكب التي هي أسباب سماوية تدل على ارسال الله تعالى إياه أو ان يرى فساد قوله عليه الصلاة والسلام بأن اخباره من اله السماء يتوقف على اطلاعه عليه ووصوله اليه وذلك لا يتأتي الا بالصعود إلى السماء وهو مما
(٢٧٦)