تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧١
تعالى من امره بيان للروح الذي أريد به الوحي فإنه امر بالخير أو حال منه أي حال كونه ناشئا ومبتدأ من امره أو صفة له على رأي من يجوز حذف الموصول مع بعض صلته أي الروح الكائن من امره أو متعلق بباقي ومن للسببية كالباء مثل ما في قوله تعالى مما خطيئاتهم أي يلقي الوحي بسبب امره «على من يشاء من عباده» وهو الذي اصطفاه لرسالته وتبليغ احكامه إليهم «لينذر» أي الله تعالى أو الملقي عليه أو الروح وقرئ لتنذر على ان الفاعل هو الرسول صلى الله عليه وسلم أو الروح لأنها قد تؤنث «يوم التلاق» اما ظرف للمفعول الثاني أي لينذر الناس العذاب يوم التلاق وهو يوم القيامة لأنه يتلاقى فيه الأرواح والأجسام وأهل السماوات والأرض أو هو المفعول الثاني اتساعا أو اصالة فإنه من شدة هوله وفظاعته حقيق بالانذار اصالة وقرئ لينذر على البناء للمفعول ورفع اليوم «يوم هم بارزون» بدل من يوم التلاق أي خارجون من قبورهم أو ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو اكمة أو بناء لكون الأرض يومئذ قاعا صفصفا ولا عليهم ثياب انما هم عراة مكشوفون كما جاء في الحديث يحشرون عراة حفاة غرلا وقيل ظاهرة نفوسهم لا تحجبهم غواشي الأبدان أو اعمالهم وسرائرهم «لا يخفى على الله منهم شيء» استئناف لبيان بروزهم وتقرير له وإزاحة لما كان يتوهمه المتوهمون في الدنيا من الاستتار توهما باطلا أو خبر ثان وقيل حال من ضمير بارزون أي لا يخفى عليه شيء ما من أعيانهم واعمالهم وأحوالهم الجلية والخفية السابقة واللاحقة «لمن الملك اليوم لله الواحد القهار» حكاية لما يقع حينئذ من السؤال والجواب بتقدير قول معطوف على ما قبله من الجملة المنفية المستأنفة أو مستأنف يقع جوابا عن سؤال نشأ من حكاية بروزهم وظهور أحوالهم كأنه قيل فماذا يكون حينئذ فقيل يقال الخ أي ينادي مناد لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار وقيل المجيب هو السائل بعينه لما روى انه يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد في ارض بيضاء كأنها سبيكه فضة لم يعص الله فيها قط فأول ما يتكلم به ان ينادي مناد لمن الملك اليوم لله الواحد القهار وقيل حكاية لما ينطق به لسان الحال من تقطع أسباب للتصرفات المجازية واختصاص جميع الأفاعيل بقبضة القدرة الإلهية «اليوم تجزى كل نفس بما كسبت» الخ اما من تتمة الجواب لبيان حكم اختصاص الملك به تعالى ونتيجته التي هي الحكم السوي والقضاء الحق أو حكاية لما سيقوله تعالى يومئذ عقيب السؤال والجواب أي تجزى كل نفس من النفوس البرة الفاجرة بما كسبت من خير أو شر «لا ظلم اليوم» بنقص ثواب أو زيادة عذاب «إن الله سريع الحساب» أي سريع حسابه تماما إذ لا يشغله تعالى شأن عن شأن فيحاسب الخلائق قاطبة في أقرب زمان كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما انه تعالى إذا اخذ في حسابهم لم يقل أهل الجنة الا فيها ولا أهل النار الا فيها فيكون تعليلا لقوله تعالى اليوم تجزى الخ فإن كون ذلك اليوم بعينه يوم التلاقي ويوم البروز ربما يوهم استبعاد وقوع الكل
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283