تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٦٠
الضمير لدلالته على أنه المستغنى والمنعم على الإطلاق والتأكيد بالجميع وما روى من أسباب النزول الدالة على ورود الآية فيمن تاب لا يقتضى اختصاص الحكم بهم ووجوب حمل المطلق على المقيد في كلام واحد مثل أكرم الفضلاء أكرم الكاملين غير مسلم فكيف فيما هو بمنزلة كلام واحد ولا يخل بذلك الامر بالتوبة والاخلاص في قوله تعالى «وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون» إذ ليس المدعي ان الآية تدل على حصول المغفرة لكل أحد من غير توبة وسبق تعذيب لتغنى عن الامر بهما وتنافي الوعيد بالعذاب «واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم» أي القرآن أو المأمور به دون المنهي عنه أو العزائم دون الرخص أو الناسخ دون المنسوخ ولعله ما هو أنجى واسلم كالإنابة والمواظبة على الطاعة «من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون» بمجيئه لتتداركوا وتتأهبوا له «أن تقول نفس» أي كراهة ان تقول والتنكير للتكثير كما في قوله تعالى عملت نفس ما أحضرت فإنه مسلك ربما يسلك عند إرادة التكثير والتعميم وقد مر تحقيقه في مطلع سورة الحجر «يا حسرتي» بالألف بدلا من ياء الإضافة وقرئ يا حسرتاه بهاء السكت وقفا وقرئ يا حسرتاي بالجمع بين العوضين وقرئ يا حسرتي على الأصل أي احضري فهذا أو ان حضورك «على ما فرطت» أي على تفريطي وتقصيري «في جنب الله» أي جانبه وفي حقه وطاعته وعليه قول من قال * اما تتقين الله في جنب وامق * له كبد حرى وعين ترقرق * وهو كناية فيها مبالغة وقيل في ذات الله على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى والصاحب بالجنب وقرئ في ذكر الله «وإن كنت لمن الساخرين» أي المستهزئين بدين الله تعالى وأهله ومحل الجملة النصب على الحال أي فرطت وانا ساخر «أو تقول لو أن الله هداني» بالارشاد إلى الحق «لكنت من المتقين» الشرك والمعاصي «أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة» رجعة إلى الدنيا «فأكون من المحسنين» في العقيدة والعمل واو للدلالة على انها لا تخلو عن هذه الأقوال تحسرا وتحيرا وتعللا بما لا طائل تحته وقوله تعالى «بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين» رد من الله تعالى عليه لما تضمنه قوله لو ان الله هداني من معنى النفي
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283