الضمير لدلالته على أنه المستغنى والمنعم على الإطلاق والتأكيد بالجميع وما روى من أسباب النزول الدالة على ورود الآية فيمن تاب لا يقتضى اختصاص الحكم بهم ووجوب حمل المطلق على المقيد في كلام واحد مثل أكرم الفضلاء أكرم الكاملين غير مسلم فكيف فيما هو بمنزلة كلام واحد ولا يخل بذلك الامر بالتوبة والاخلاص في قوله تعالى «وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون» إذ ليس المدعي ان الآية تدل على حصول المغفرة لكل أحد من غير توبة وسبق تعذيب لتغنى عن الامر بهما وتنافي الوعيد بالعذاب «واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم» أي القرآن أو المأمور به دون المنهي عنه أو العزائم دون الرخص أو الناسخ دون المنسوخ ولعله ما هو أنجى واسلم كالإنابة والمواظبة على الطاعة «من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون» بمجيئه لتتداركوا وتتأهبوا له «أن تقول نفس» أي كراهة ان تقول والتنكير للتكثير كما في قوله تعالى عملت نفس ما أحضرت فإنه مسلك ربما يسلك عند إرادة التكثير والتعميم وقد مر تحقيقه في مطلع سورة الحجر «يا حسرتي» بالألف بدلا من ياء الإضافة وقرئ يا حسرتاه بهاء السكت وقفا وقرئ يا حسرتاي بالجمع بين العوضين وقرئ يا حسرتي على الأصل أي احضري فهذا أو ان حضورك «على ما فرطت» أي على تفريطي وتقصيري «في جنب الله» أي جانبه وفي حقه وطاعته وعليه قول من قال * اما تتقين الله في جنب وامق * له كبد حرى وعين ترقرق * وهو كناية فيها مبالغة وقيل في ذات الله على تقدير مضاف كالطاعة وقيل في قربه من قوله تعالى والصاحب بالجنب وقرئ في ذكر الله «وإن كنت لمن الساخرين» أي المستهزئين بدين الله تعالى وأهله ومحل الجملة النصب على الحال أي فرطت وانا ساخر «أو تقول لو أن الله هداني» بالارشاد إلى الحق «لكنت من المتقين» الشرك والمعاصي «أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة» رجعة إلى الدنيا «فأكون من المحسنين» في العقيدة والعمل واو للدلالة على انها لا تخلو عن هذه الأقوال تحسرا وتحيرا وتعللا بما لا طائل تحته وقوله تعالى «بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين» رد من الله تعالى عليه لما تضمنه قوله لو ان الله هداني من معنى النفي
(٢٦٠)