بل حرف إضراب عن الأول، وإثبات للثاني; يتلوه جملة ومفرد.
فالأول الإضراب فيه، إما بمعنى ترك الأول والرجوع عنه بإبطاله، وتسمى حرف ابتداء، كقوله تعالى: * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون) * أي بل هم عباد. وكذا: * (أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق) *.
وإما الانتقال من حديث إلى حديث آخر، والخروج من قصة إلى قصة; من غير رجوع عن الأول; وهي في هذه الحالة عاطفة، كما قاله الصفار، كقوله تعالى: * (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) *.
* (بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا) *.
وقوله: * (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك) *; انتقل من القصة الأولى إلى ما هو أهم منها.
* (وما يشعرون أيان يبعثون. بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون) * ليست للانتقال، بل هم متصفون بهذه الصفات.
وقوله: * (وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون) *.
وفى موضع: * (بل أنتم قوم تجهلون) *.