يشبه حديث أنس وقال ابن جرير حدثني يعقوب حدثنا بن علية عن أبي رجاء قال سمعت الحسن يقول " وهديناه النجدين " قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " يا أيها الناس إنهما النجدان نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " وكذا رواه حبيب بن الشهيد ومعمر ويونس بن عبيد وأبو وهب عن الحسن مرسلا وهكذا أرسله قتادة. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا عيسى بن عفان عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى " وهديناه النجدين " قال الثديين وروى عن الربيع بن خيثم وقتادة وأبي حازم مثل ذلك ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن عيسى بن عفان به ثم قال والصواب القول الأول ونظير هذه الآية قوله تعالى " إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ".
فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13) أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما ذا مقربة (15) أو مسكينا ذا متربة (16) ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (17) أولئك أصحاب الميمنة (18) والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة (19) عليهم نار مؤصدة (20) قال ابن جرير حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أبي عطية عن ابن عمر في قوله تعالى " فلا اقتحم " أي دخل " العقبة " قال جبل في جهنم وقال كعب الأحبار " فلا اقتحم العقبة " هو سبعون درجة في جهنم وقال الحسن البصري " فلا اقتحم العقبة " قال عقبة في جهنم وقال قتادة إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله تعالى وقال قتادة " وما أدراك ما العقبة ". ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال " فك رقبة أو إطعام " وقال ابن زيد " فلا اقتحم العقبة " أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير ثم بينها فقال تعالى " وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام " قرئ فك رقبة بالإضافة وقرئ على أنه فعل وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعولة وكلتا القراءتين معناهما متقارب. قال الإمام أحمد حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا عبد الله يعني ابن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير عن سعد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب - أي عضو - منها إربا منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج " فقال علي بن الحسين أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد نعم فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه ادع مطرفا فلما قام بين يديه قال اذهب فأنت حر لوجه الله وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجانة به وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم وقال قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظامه محررا من النار وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار " رواه ابن جرير هكذا وأبو نجيح هذا هو عمر بن عبسة السلمي رضي الله عنه.
قال الإمام أحمد حدثنا حياة بن شريح حدثنا بقية حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من بنى مسجدا ليذكر الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنم ومن شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة " " طريق أخرى " قال أحمد حدثنا الحكم بن نافع حدثنا جرير عن سليم بن عامر أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو