السهمي الكوفي قال أبو حاتم الرازي روي عن علي وروى عنه سماك والقاسم بن عوف الشيباني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فالله أعلم. وروى يونس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنها النجوم رواه ابن أبي حاتم وكذا روي عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي وغيرهم أنها النجوم وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن بكر بن عبد الله في وقوله تعالى " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " قال هي النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق وقال بعض الأئمة إنما قيل للنجوم الخنس أي في حال طلوعها ثم هي جوار في فلكها وفي حال غيبوبتها يقال لها كنس من قول العرب أوى الظبي إلى كناسه إذا تغيب فيه وقال الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله " فلا أقسم بالخنس " قال بقر الوحش وكذا قال الثوري عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عبد الله " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " ما هي يا عمرو؟ قلت البقر قال وأنا أرى ذلك وكذا روى يونس عن أبي إسحاق عن أبيه وقال أبو داود الطيالسي عن عمرو عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " الجوار الكنس " قال البقر تكنس إلى الظل وكذا قال سعيد بن جبير وقال العوفي عن ابن عباس هي الظباء وكذا قال سعيد أيضا ومجاهد والضحاك وقال أبو الشعثاء جابر بن زيد هي الظباء والبقر وقال ابن جرير حدثنا يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا مغيرة عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " فقال إبراهيم لمجاهد قل فيها بما سمعت قال: فقال مجاهد كنا نسمع فيها شيئا وناس يقولون إنها النجوم قال:
فقال إبراهيم قل فيها بما سمعت قال: فقال مجاهد كنا نسمع أنها بقر الوحش حين تكنس في حجرتها قال:
فقال إبراهيم إنهم يكذبون على علي هذا كما رووا عن علي أنه ضمن الأسفل الاعلى والأعلى الأسفل وتوقف ابن جرير في المراد بقوله " الخنس الجوار الكنس " هل هو النجوم أو الظباء وبقر الوحش قال ويحتمل أن يكون الجميع مرادا وقوله تعالى (والليل إذا عسعس) فيه قولان " أحدهما " إقباله بظلامه قال مجاهد أظلم وقال سعيد ابن جبير إذا نشأ وقال الحسن البصري إذا غشي الناس وكذا قال عطية العوفي وقال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس " إذا عسعس " إذا أدبر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك وكذا قال زيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن " إذا عسعس " أي إذا ذهب فتولى وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري سمع أبا عبد الرحمن السلمي قال: خرج علينا علي رضي الله عنه حين ثوب المثوب بصلاة الصبح فقال: أين السائلون عن الوتر " والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " هذا حين أدبر حسن وقد اختار ابن جرير أن المراد بقوله " إذا عسعس " إذا أدبر قال لقوله " والصبح إذا تنفس " أي أضاء واستشهد بقول الشاعر أيضا:
حتى إذا الصبح له تنفسا * وانجاب عنها ليلها وعسعسا أي أدبر وعندي أن المراد بقوله " إذا عسعس " إذا أقبل وإن كان يصح استعماله في الادبار أيضا لكن الاقبال ههنا أنسب كأنه أقسم بالليل وظلامه إذا أقبل وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال تعالى " والليل إذا يغشي والنهار إذا تجلى " وقال تعالى " والضحى والليل إذا سجى " وقال تعالى " فالق الاصباح وجعل الليل سكنا " وغير ذلك من الآيات وقال كثير من علماء الأصول إن لفظة عسعس تستعمل في الاقبال والادبار على وجه الاشتراك فعلى هذا يصح أن يراد كل منهما والله أعلم. قال ابن جرير وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يزعم أن عسعس دنا من أوله وأظلم وقال الفراء كان أبو البلاد النحوي ينشد بيتا:
عسعس حتى لو يشأ أدنى * كان له من ضوئه مقبس يريد لو يشاء إذ دنا أدغم الذال في الدال قال الفراء وكانوا يزعمون أن هذا البيت مصنوع. وقوله تعالى (والصبح إذا تنفس) قال الضحاك إذا طلع وقال قتادة إذا أضاء وأقبل وقال سعيد بن جبير إذا نشأ وهو المروي