كثيرة ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب الشمائل قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادما له قط ولا ضرب امرأة ولا ضرب بيده شئ قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الاثم ولا انتقم لنفسه من شئ يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله عز وجل. وقال الإمام أحمد حدثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " تفرد به.
وقوله تعالى (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) أي فستعلم يا محمد وسيعلم مخالفوك ومكذبوك من المفتون الضال منك ومنهم وهذا كقوله تعالى " سيعلمون غدا من الكذاب الأشر " وكقوله تعالى " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين " قال ابن جريج قال ابن عباس في هذه الآية ستعلم ويعلمون يوم القيامة وقال العوفي عن ابن عباس " بأيكم المفتون " أي المجنون وكذا قال مجاهد وغيره وقال قتادة وغيره " بأيكم المفتون " أي أولى بالشيطان ومعنى المفتون ظاهر أي الذي قد افتتن عن الحق وضل عنه وإنما دخلت الباء في قوله بأيكم لتدل على تضمين الفعل في قوله " فستبصر ويبصرون " وتقديره فستعلم ويعملون أو فستخبر ويخبرون بأيكم المفتون والله أعلم ثم قال تعالى (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) أي هو يعلم تعالى أي الفريقين منكم ومنهم هو المهتدي ويعلم الحزب الضال عن الحق.
فلا تطع المكذبين (8) ودوا لو تدهن فيدهنون (9) ولا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم (11) مناع للخير معتد أثيم (12) عتل بعد ذلك زنيم (13) أن كان ذا مال وبنين (14) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين (15) سنسمه على الخرطوم (16) يقول تعالى كما أنعمنا عليك وأعطيناك الشرع المستقيم والخلق العظيم " فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون " قال ابن عباس لو ترخص لهم فيرخصون وقال مجاهد " ودوا لو تدهن " تركن إلى آلهتم وتترك ما أنت عليه من الحق ثم قال تعالى (ولا تطع كل حلاف مهين) وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى واستعمالها في كل وقت في غير محلها قال ابن عباس المهين الكاذب وقال مجاهد هو الضعيف القلب قال الحسن كل حلاف مكابر مهين ضعيف وقوله تعالى " هماز " قال ابن عباس وقتادة يعني الاغتياب " مشاء بنميم " يعني الذي يمشي بين الناس ويحرش بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة وقد ثبت في الصحيحين من حديث مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " الحديث وأخرجه بقية الجماعة في كتبهم من طرق عن مجاهد به وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن همام أن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة قتات " رواه الجماعة إلا ابن ماجة من طرق عن إبراهيم به وحدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن منصور عن إبراهيم عن همام عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا يدخل الجنة قتات " يعني نماما وحدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو سعيد الأحول عن الأعمش حدثني إبراهيم منذ نحو ستين سنة عن همام بن الحارث قال مر رجل على حذيفة فقيل إن هذا يرفع الحديث إلى الامراء فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم