طفئ. وقال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن حسان عن رجل من بني كنانة قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول " اللهم لا تخزني يوم القيامة " وقال محمد بن نصر المروزي حدثنا محمد بن مقاتل المروزي حدثنا ابن المبارك أنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن حبيب عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه سمع أبا ذر وأبا الدرداء قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة وأول من يؤذن له برفع رأسه فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم وأنظر عن يميني فأعرف أمتي من بين الأمم وأنظر عن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم " فقال رجل يا رسول الله وكيف تعرف أمتك من بين الأمم؟ قال " غر محجلون من آثار الطهور ولا يكون أحد من الأمم كذلك غيرهم وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم ".
يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير (9) ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (10) يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار والمنافقين هؤلاء بالسلاح والقتال وهؤلاء بإقامة الحدود عليهم " وأغلظ عليهم " أي في الدنيا " ومأواهم جهنم وبئس المصير " أي في الآخرة ثم قال تعالى " ضرب الله مثلا للذين كفروا " أي في مخالطتهم المسلمين ومعاشرتهم لهم أن ذلك لا يجدي عنهم شيئا ولا ينفعهم عند الله إن لم يكن الايمان حاصلا في قلوبهم ثم ذكر المثل فقال " امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين " أي نبيين رسولين عندهما في صحبتهما ليلا ونهارا يؤاكلانهما ويضاجعانهما ويعاشرانهما أشد العشرة والاختلاط " فخانتاهما " أي في الايمان لم يوافقاهما على الايمان ولا صدقاهما في الرسالة فلم يجد ذلك كله شيئا ولا دفع عنهما محذورا ولهذا قال تعالى " فلم يغنيا عنهما من الله شيئا " أي لكفرهما " وقيل " للمرأتين " ادخلا النار مع الداخلين " وليس المراد بقوله " فخانتاهما " في فاحشة بل في الدين فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء كما قدمنا في سورة النور قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قرم سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية " فخانتاهما " قال ما زنتا أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه وقال العوفي عن ابن عباس قال كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح فإذا آمن مع نوح أحدا أخبرت الجبابرة من قوم نوح به وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحد أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء وقال الضحاك عن ابن عباس ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم وقد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يأثره كثير من الناس: من أكل مع مغفور له غفر له. وهذا الحديث لا أصل له وإنما يروى هذا عن بعض الصالحين انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال يا رسول الله أنت قلت من أكل مع مغفور له غفر له؟ قال: لا ولكني الآن أقوله.
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين (11) ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها