أطوف بالبيت فرأيت رجلا يقول اللهم قني شح نفسي. لا يزيد على ذلك فقلت له فقال إني إذا وقيت شح نفسي لم أسرق ولم أزن ولم أفعل وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رواه ابن جرير وقال ابن جرير حدثني محمد بن إسحاق حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا مجمع بن جارية الأنصاري عن عمه يزيد بن جارية عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة " وقوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) هؤلاء في القسم الثالث ممن يستحق فقراؤهم من مال الفئ وهم المهاجرون ثم الأنصار ثم التابعون لهم بإحسان كما قال في آية براءة " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " فالتابعون لهم بإحسان هم المتبعون لآثارهم الحسنة وأوصافهم الجميلة الداعون لهم في السر والعلانية ولهذا قال تعالى في هذه الآية الكريمة " والذين جاءوا من بعدهم يقولون " أي قائلين " ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا " أي بغضا وحسدا " للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " وما أحسن ما استنبط الامام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفئ نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم " ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " وقال ابن أبي حاتم حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن عائشة أنها قالت: أمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان " الآية وقال إسماعيل بن علية عن عبد الملك بن عمير عن مسروق عن عائشة قالت: أمرتم بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسببتموهم!
سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تذهب هذه الأمة حتى يلعن آخرها أولها ". رواه البغوي وقال أبو داود حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن الزهري قال: قال عمر رضي الله عنه " وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب " قال الزهري: قال عمر رضي الله عنه: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة وقرى عرينه وكذا وكذا مما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل - وللفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم - والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم - والذين جاؤوا من بعدهم فاستوعبت هذه الآية الناس فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حق - قال أيوب - أو قال حظ إلا بعض من تملكون من أرقائكم. كذا رواه أبو داود وفيه انقطاع وقال ابن جرير حدثنا عبد الاعلى حدثنا أبو ثور عن معمر عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قرأ عمر بن الخطاب " إنما الصدقات للفقراء والمساكين - حتى بلغ - عليم حكيم " ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ " واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " الآية ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى " - حتى بلغ - للفقراء - والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم - والذين جاءوا من بعدهم " ثم قال: استوعبت هذه المسلمين عامة وليس أحد إلا وله فيها حق ثم قال: لئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرو حمير نصيبه فيها لم يعرق فيها جبينه.
* ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون (11) لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون (12) لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم