النبي صلى الله عليه وسلم " إنك لزهيد " قال فنزلت " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " قال علي: في خفف الله عن هذه الأمة. ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع عن يحيى بن آدم عن عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " إلى آخرها قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " ما ترى؟ دينار؟ " قال لا يطيقونه وذكره بتمامه مثله. ثم قال هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ثم قال ومعنى قوله شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب ورواه أبو يعلى عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم به. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة - إلى - فإن الله غفور رحيم " كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة فلما نزلت الزكاة نسخ هذا. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله " فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه عليه السلام فلما قال ذلك جبن كثير من المسلمين وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد هذا " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " فوسع الله عليهم ولم يضيق. وقال عكرمة والحسن البصري في قوله تعالى " فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " نسختها الآية التي بعدها " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " إلى آخرها. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ومقاتل بن حيان سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة ففطمهم الله بهذه الآية فكان الرجل منهم إذا كانت له الحاجة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقه فاشتد ذلك عليهم فأنزل الله الرخصة بعد ذلك " فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ".
وقال معمر عن قتادة " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار وهكذا روى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن مجاهد قال علي: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت وأحسبه قال وما كانت إلا ساعة.
* ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون (14) أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون (15) اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين (16) لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (17) يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ إلا إنهم هم الكاذبون (18) استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (19) يقول الله تعالى منكرا على المنافقين في موالاتهم الكفار في الباطن وهم في نفس الامر لا معهم ولا مع المؤمنين كما قال تعالى " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا " وقال ههنا " ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم " يعني اليهود الذين كان المنافقون يمالئونهم ويوالونهم في الباطن ثم قال تعالى " ما هم منكم ولا منهم " أي هؤلاء المنافقون ليسوا في الحقيقة منكم أيها المؤمنون ولا من الذين يوالونهم وهم اليهود ثم قال تعالى " ويحلفون على الكذب وهم يعلمون " يعني المنافقين يحلفون على