الطبراني حدثنا محمد هو ابن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم يعني ابن زرعة عن شريح هو ابن عبيد عن أبي مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما والذي نفسي بيده ليبعثن منكم يوم القيامة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يحيطون الأرض تقول الملائكة لما جاء مع محمد صلى الله عليه وسلم أكثر مما جاء مع الأنبياء عليهم السلام " وحسن أن يذكر ههنا عند قوله تعالى " ثلة من الأولين وقليل من الآخرين " الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة حيث قال أخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو بن مطر أخبرنا جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي حدثني أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن عبد الله بن مسرح الحراني حدثنا سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلم بن عبد الله الجني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي زمل الجهني رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يقول وهو ثان رجليه " سبحان الله وبحمده أستغفر الله إن الله كان توابا " سبعين مرة ثم يقول " سبعين بسبعمائة لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة " ثم يقول ذلك مرتين ثم يستقبل الناس بوجهه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا ثم يقول " هل رأى أحد منكم شيئا؟ " قال أبو زمل فقلت أنا يا رسول الله فقال " خير تلقاه وشر توقاه وخير لنا وشر على أعدائنا والحمد لله رب العالمين أقصص رؤياك " فقلت رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لأحب والناس على الجادة منطلقين فبينما هم كذلك إذا أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيني مثله يرف رفيفا يقطر ماؤه فيه من أنواع الكلأ قال وكانوا بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فلم يظلموه يمينا ولا شمالا قال فكأني أنظر إليهم منطلقين ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم أضعافا فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث ومضوا على ذلك قال ثم قدم عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا هذا خير المنزل كأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة وإذا عن يمينك رجل آدم شثل أقنى إذا هو تكلم يسمو فيقرع الرجال طولا وإذا عن يسارك رجل ربعة باز كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء إذا هو تكلم أصغيتم إكراما له وإذا أمام ذلك رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلكم تأمونه تريدونه وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف وإذا أنت يا رسول الله كأنك تبعثها قال فامتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذاك ما حملتكم عليه من الهدى وأنتم عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغدارة عيشها مضيت وأنا وأصحابي لم نتعلق منها بشئ ولم تتعلق منا ولم نردها ولم تردنا ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا وهم أكثر منا أضعافا فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث ونجوا على ذلك ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا وشمالا فإنا لله وإنا إليه راجعون وأما أنت فمضيت على طريقة صالحة فلن تزال عليها حتى تلقاني وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا وأما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الشثل فذلك موسى عليه السلام إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه والذي رأيت عن يساري الباز الربعة الكثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء فذلك عيسى ابن مريم نكرمه لاكرام الله إياه وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذاك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه ونقتدي به وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أبعثها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي " قال فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعد هذا إلا أن يجئ الرجل فيحدثه بها متبرعا.
وقوله تعالى " على سرر موضونة " قال ابن عباس أي مرمولة بالذهب يعني منسوجة به وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم وقتادة والضحاك وغيره وقال السدي مرمولة بالذهب واللؤلؤ وقال عكرمة مشبكة بالدر والياقوت. وقال ابن جرير ومنه يسمى وضين الناقة الذي تحت بطنها وهو فعيل بمعنى مفعول لأنه مضفور وكذلك السرر في الجنة مضفورة بالذهب واللآلئ.