هريرة كما سنورد أحاديثهم قريبا إن شاء الله تعالى. وروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين فجعل هذه إحداهما وجاء في حديث شريك بن أبي نمر عن أنس في حديث الاسراء ثم دنا الجبار رب العزة فتدلى ولهذا قد تكلم كثير من الناس في متن هذه الرواية وذكروا أشياء فيها من الغرابة فإن صح فهو محمول على وقت آخر وقصة أخرى لا أنها تفسير لهذه الآية فإن هذه كانت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض لا ليلة الاسراء ولهذا قال بعده " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " فهذه هي ليلة الاسراء والأولى كانت في الأرض.
وقد قال ابن جرير حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا سليمان الشيباني حدثنا زر بن حبيش قال: قال عبد الله بن مسعود في هذه الآية " فكان قاب قوسين أو أدنى " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت جبريل له ستمائة جناح ".
وقال ابن وهب حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان أول شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ثم إنه خرج ليقضي حاجته فصرخ به جبريل يا محمد يا محمد فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم ير أحدا ثلاثا ثم رفع بصره فإذا هو ثاني إحدى رجليه مع الأخرى على أفق السماء فقال يا محمد جبريل جبريل يسكنه فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا ثم خرج من الناس ثم نظر فرآه فدخل في الناس فلم ير شيئا ثم خرج فنظر فرآه فذلك قول الله عز وجل " والنجم إذا هوى - إلى قوله ثم دنا فتدلى " يعني جبريل إلى محمد عليهما الصلاة والسلام " فكاد قاب قوسين أو أدنى " ويقولون: ألقاب نصف أصبع وقال بعضهم ذراعين كان بينهما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث ابن وهب به وفي حديث الزهري عن أبي سلمة عن جابر شاهدا لهذا. وروى البخاري عن طلق بن غنام عن زائدة عن الشيباني قال سألت زرا عن قوله " فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال حدثنا عبد الله أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح. وقال ابن جرير حدثني ابن بزيع البغدادي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله " ما كذب الفؤاد ما رأى " قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا رفرف قد ملا ما بين السماء والأرض، فعلى ما ذكرناه يكون قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى) معناه فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى أو فأوحى الله إلى عبده محمد ما أوحى بواسطة جبريل وكلا المعنيين صحيح وقد ذكر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى " قال أوحى الله إليه: ألم أجدك يتيما - ورفعنا لك ذكرك. وقال غيره أوحى الله إليه أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك وقوله تعالى (ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى) قال مسلم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس " ما كذب الفؤاد ما رأى " " ولقد رآه نزلة أخرى " قال رآه بفؤاده مرتين وكذا رواه سماك عن عكرمة عن ابن عباس مثله وكذا قال أبو صالح والسدي وغيرهما إنه رآه بفؤاده مرتين وقد خالفه ابن مسعود وغيره وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد ومن روى عنه بالبصر فقد أغرب فإنه لا يصح في ذلك شئ عن الصحابة رضي الله عنهم وقول البغوي في تفسيره وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة فيه نظر والله أعلم وقال الترمذي حدثنا محمد بن عمرو بن المنهال بن صفوان حدثنا يحيى بن كثير العنبري عن سلمة بن جعفر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال رأى محمد ربه قلت أليس الله يقول " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار " قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين ثم قال حسن غريب وقال أيضا حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شئ فكبر حتى