بالفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك " تفرد به أحمد من هذا الوجه وله شاهد من وجه آخر. وقال الإمام أحمد حدثنا يعلى حدثنا مطر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها " رواه البخاري. وقال أحمد حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة عن أبي ثمامة الثقفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " توضع الرحم يوم القيامة لها حجبة كحجبة المغزل تكلم بلسان طلق ذلق فتقطع من قطعها وتصل من وصلها " وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن أبي قابوس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء والرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته " وقد رواه أبو داود والترمذي من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به وهذا هو الذي يروي بتسلسل الأولية وقال الترمذي حسن صحيح. وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم ابن عبد الله بن فارض أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وهو مريض فقال له عبد الرحمن رضي الله عنه وصلتك رحم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته أو قال من بتها أبته " تفرد به أحمد من هذا الوجه ورواه أحمد أيضا من حديث الزهري عن أبي سلمة عن المرداد أو أبي المرداد عن عبد الرحمن بن عوف به ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه والأحاديث في هذا كثيرة جدا وقال الطهراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن يونس عن الحجاج بن القرافصة عن أبي عمر البصري عن سليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " وبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ظهر القول وحزن العمل وائتلفت الألسنة وتباغضت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله وأصمهم وأعمى أبصارهم " والأحاديث في هذا كثيرة والله أعلم.
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (24) إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملي لهم (25) ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم إسرارهم (26) فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم (27) ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم (28) يقول تعالى آمرا بتدبر القرآن وتفهمه وناهيا عن الاعراض عنه فقال " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " أي بل على قلوب أقفالها فهي مطبقة لا يخلص إليها شئ من معانيه قال ابن جرير حدثنا بشر حدثنا حماد بن زيد حدثنا هشام بن عروة عن أبيه رضي الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فقال شاب من أهل اليمن بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يفتحها أو يفرجها فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به. ثم قال تعالى (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) أي فارقوا الايمان ورجعوا إلى الكفر " من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم " أي زين لهم ذلك وحسنه " وأملى لهم " أي غرهم وخدعهم (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض