الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي عن أبي معاوية قال: صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر فقال: أيها الناس هل سمع منكم أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر " حم عسق " فوثب ابن عباس رضي الله عنه فقال أنا قال حم اسم من أسماء الله تعالى قال فعين؟ قال عاين المولون عذاب يوم بدر قال فسين؟ قال سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال فقاف؟ فسكت فقام أبو ذر ففسر كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وقال قاف قارعة من السماء تغشى الناس. قوله عز وجل " كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم " أي كما أنزل إليك هذا القرآن كذلك أنزل الكتب والصحف على الأنبياء قبلك. وقوله تعالى " الله العزيز " أي في انتقامه " الحكيم " في أقواله وأفعاله قال الامام مالك رحمه الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يأتيني الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " قالت عائشة رضي الله عنها فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه صلى الله عليه وسلم ليتفصد عرقا. أخرجاه في الصحيحين ولفظه للبخاري. وقد رواه الطبراني عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه عن عامر بن صالح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن الحارث بن هشام أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ينزل عليك الوحي؟ فقال صلى الله عليه وسلم " في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال - وقال - وهو أشده علي قال وأحيانا يأتيني الملك فيتمثل لي فيكلمني فأعي ما يقول ". وقال الإمام أحمد حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي أظننت أن نفسي تقبض " تفرد به أحمد. وقد ذكرنا كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شرح البخاري بما أغنى عن إعادته ههنا ولله الحمد والمنة. وقوله تبارك وتعالى " له ما في السماوات يتفطرن من فوقهن " أي الجميع عبيد له وملك له تحت قهره وتصريفه " وهو العلي العظيم " كقوله تعالى " وهو الكبير المتعال " " وهو العلي الكبير " والآيات في هذا كثيرة. قوله عز وجل " تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن " قال ابن عباس رضي الله عنهما والضحاك وقتادة والسدي وكعب الأحبار أي فرقا من العظمة " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " كقوله جل وعلا " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما " وقوله جل جلاله " ألا إن الله هو الغفور الرحيم " إعلام بذلك وتنويه به وقوله سبحانه وتعالى " والذين اتخذوا من دونه أولياء " يعني المشركين " الله حفيظ عليهم " أي شهيد على أعمالهم يحصيها ويعدها عدا وسيجزيهم بها أوفر الجزاء " وما أنت عليهم بوكيل " أي إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل.
وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير (7) ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولاكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولى ولا نصير (8) يقول تعالى وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك " أوحينا إليك قرآنا عربيا " أي واضحا جليا بينا " لتنذر أم القرى "