الله عنه به وقال عبد الرزاق حدثنا معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى " أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم " قال " إنكم تدعون يوم القيامة مفدما على أفواهكم بالفدام فأول شئ يبين عن أحدكم فخذه وكفه " قال معمر: وتلا الحسن " وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم " ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى أنا مع عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني " ثم افتر الحسن ينظر في هذا فقال: ألا إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم فأما المؤمن فأحسن الظن بربه فأحسن العمل وأما الكافر والمنافق فأساءا الظن بالله فأساء العمل ثم قال: قال الله تبارك وتعالى " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم - إلى قوله - وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم " الآية. وقال الإمام أحمد حدثنا النضر بن إسماعيل القاص وهو أبو المغيرة حدثنا ابن أبي ليلى عن ابن الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن بالله الظن فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله فقال الله تعالى " وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين " وقوله تعالى " فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين " أي سواء عليهم صبروا أم لم يصبروا هم في النار لا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها وإن طلبوا أن يستعتبوا ويبدوا أعذارا فما لهم أعذار ولا تقال لهم عثرات. قال ابن جرير:
ومعنى قوله تعالى " وإن يستعتبوا " أي يسألوا الرجعة إلى الدنيا فلا جواب لهم قال وهذا كقوله تعالى إخبارا عنهم " قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ".
* وقيضنا لهم قرناء لهم فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قلبهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (25) وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون (26) فليذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون (27) ذلك جراء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون (28) وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (29) يذكر تعالى أنه هو الذي أضل المشركين وأن ذلك بمشيئته وكونه وقدرته وهو الفي أفعاله بما قيض لهم من القرناء من شياطين الإنس والجن " فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم " أي حسنوا لهم أعمالهم في الماضي وبالنسبة إلى المستقبل فلم يروا أنفسهم إلا محسنين كما قال تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ". وقوله تعالى " وحق عليهم القول " أي كلمة العذاب كما حق على أمم قد خلت من قبلهم ممن فعل كفعلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين أي استووا هم في الخسار والدمار. قوله تعالى " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن " أي تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا للقرآن ولا ينقادوا لأوامره " والغوا فيه " أي إذا تلي لا تسمعوا له كما قال مجاهد والغوا فيه يعني بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش تفعله وقال الضحاك عن ابن عباس " والغوا فيه " عيبوه وقال قتادة اجحدوا به وأنكروه وعادوه " لعلكم تغلبون " هذا حال هؤلاء الجهلة من الكفار ومن سلك مسلكهم عند سماع القرآن وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بخلاف ذلك فقال