صوركم " أي فخلقكم في أحسن الاشكال ومنحكم أكمل الصور في أحسن تقويم " ورزقكم من الطيبات " أي من المآكل والمشارب في الدنيا فذكر أنه خل الدار والسكان والأرزاق فهو الخالق الرازق كما قال تعالى في سورة البقرة " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ". وقال تعالى ههنا بعد خلق هذه الأشياء " ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين " أي فتعالى وتقدس وتنزه رب العالمين كلهم قال تعالى " هو الحي لا إله إلا هو " أي هو الحي أزلا وأبدا لم يزل ولا يزال وهو الأول والآخر والظاهر والباطن " لا إله إلا هو " أي لا نظير له ولا عديل له " فادعوه مخلصين له الدين " أي موحدين له مقرين بأنه لا إله إلا هو الحمد لله رب العالمين. قال ابن جرير: كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال لا إله إلا الله أن يتبعها بالحمد لله رب العالمين عملا بهذه الآية. ثم روى عن محمد بن علي بن الحسين بن شقيق عن أبيه عن الحسين بن واقد عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين وذلك قوله تعالى " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ". وقال أبو أسامة وغير عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال إذا قرأت " فادعوا الله مخلصين له الدين " فقل لا إله إلا الله وقل على أثرها الحمد لله رب العالمين ثم قرأ هذه الآية " فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ". قال الإمام أحمد حدثنا ابن نمير حدثنا هشام يعني ابن عروة بن الزبير عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال كان عبد الله بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل بهن دبر كل صلاة ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن هشام بن عروة وحجاج بن أبي عثمان وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي الزبير عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له " وذكر تمامه.
* قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربى وأمرت أن أسلم لرب العالمين (66) هو الذي خلقكم من تراب قو من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون (67) هو الذي يحى ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (68) يقول تبارك وتعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين إن الله عز وجل ينهى أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد والأوثان وقد بين تبارك وتعالى أنه لا يستحق العبادة أحد سواه في قوله جلت عظمته " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا " أي هو الذي يقلبكم في هذه الأطوار كلها وحده لا شريك له وعن أمره وتدبيره وتقديره يكون ذلك كله " ومنكم من يتوفى من قبل " أي من قبل أن يوجد ويخرج إلى هذا العالم بل تسقطه أمه سقطا ومنهم من يتوفى صغيرا وشابا وكهلا قبل الشيخوخة كقوله تعالى " لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى " وقال عز وجل ههنا " ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون " قال ابن جريج تتذكرون البعث قال تعالى " هو الذي يحيى ويميت " أي هو المنفرد بذلك