سمى نفسه بذلك وذلك قوله أي لم يزل كذلك فإن الله تعالى لم يرد شيئا إلا أصاب به الذي أراد فلا يختلفن عليك القرآن فإن كلا من عند الله عز وجل قال البخاري حدثنيه يوسف بن عدي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال - هو ابن عمرو - الحديث. وقوله " خلق الأرض في يومين " يعني يوم الأحد ويوم الاثنين " وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها " أي جعلها مباركة قابلة للخير والبذر والغراس وقدر فيها أقواتها وهو ما يحتاج أهلها إليه من الأرزاق والأماكن التي تزرع وتغرس يعني يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع اليومين السابقين أربعة ولهذا قال " في أربعة أيام سواء للسائلين " أي لمن أراد السؤال عن ذلك ليعلمه وقال عكرمة ومجاهد في قوله عز وجل " وقدر فيها أقواتها " وجعل في كل أرض مالا يصلح في غيرها ومنه العصب باليمن والسابوري بسابور والطيالسة بالري وقال ابن عباس وقتادة والسدي في قوله تعالى " سواء للسائلين " أي لمن أراد السؤال عن ذلك وقال ابن زيد معناه وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين أي على وفق مراده من له حاجة إلى رزق أو حاجة فإن الله تعالى قدر له ما هو محتاج إليه وهذا القول يشبه ما ذكروه في قوله تعالى " وآتاكم من كل ما سألتموه " والله أعلم. وقوله تبارك وتعالى " ثم استوى إلى السماء وهي دخان " وهو بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض " فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها " أي استجيبا لامري وانفعلا لفعلي طائعتين أو مكرهتين قال الثوري عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى " فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها " قال: قال الله تبارك وتعالى للسماوات أطلعي شمسي وقمري ونجومي وقال للأرض شققي أنهارك وأخرجي ثمارك " قالتا أتينا طائعين " واختاره ابن جرير رحمه الله قالتا أتينا طائعين أي بل نستجيب لك مطيعين بما فينا مما تريد خلقه من الملائكة والجن والانس جميعا مطيعين لك حكاه ابن جرير عن بعض أهل العربية قال وقيل تنزيلا لهن معاملة من يعقل بكلامهما وقيل إن المتكلم من الأرض بذلك هو مكان الكعبة ومن السماء ما يسامته منها والله أعلم وقال الحسن البصري لو أبيا عليه أمره لعذبهما عذابا يجدان ألمه ورواه ابن أبي حاتم " فقضاهن سبع سماوات في يومين " أي ففرغ من تسويتهن سبع سماوات في يومين أي آخرين وهما يوم الخميس ويوم الجمعة " وأوحى في كل سماء أمرها " أي ورتب مقررا في كل سماء ما تحتاج إليه من الملائكة ما فيها من الأشياء التي لا يعلمها إلا هو " وزينا السماء الدنيا بمصابيح " وهي الكواكب المنيرة المشرقة على أهل الأرض " وحفظا " أي حرسا من الشياطين أن تستمع إلى الملا الاعلى " ذلك تقدير العزيز العليم " أي العزيز الذي قد عز كل شئ فغلبه وقهره العليم بجميع حركات المخلوقات وسكناتهم قال ابن جرير حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعيد البقال عن عكرمة عن ابن عباس - قال هناد قرأت سائر الحديث - أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم " خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الأربعاء - الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب - فهذه أربعة " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيهل رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " لمن سأله قال وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه وفي الثانية ألقى الآفة على كل شئ مما ينتفع به الناس وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة " ثم قالت اليهود ثم ماذا يا محمد قال " ثم استوى على العرش " قالوا قد أصبت لو أتممت قالوا: ثم استراح فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فنزل " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون " هذا الحديث فيه غرابة فأما حديث ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال " خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم
(١٠١)