23215 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة والذي جاء بالصدق قال: هذا رسول الله (ص) جاء بالقرآن، وصدق به المؤمنون.
23216 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
والذي جاء بالصدق رسول الله (ص)، وصدق به المسلمون.
وقال آخرون: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق: القرآن الذي جاء به من عند الله، وصدق به رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك 23217 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
والذي جاء بالصدق وصدق به محمد (ص).
وقال آخرون: الذي جاء بالصدق: المؤمنون والصدق: القرآن، وهم المصدقون به. ذكر من قال ذلك:
23218 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قوله:
والذي جاء بالصدق وصدق به قال: الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة، فيقولون: هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه.
قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد والذي جاء بالصدق وصدق به قال: هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره عنى بقوله: والذي جاء بالصدق وصدق به كل من دعا إلى توحيد الله، وتصديق رسوله، والعمل بما ابتعث به رسوله (ص) من بين رسل الله وأتباعه والمؤمنين به، وأن يقال: الصدق هو القرآن، وشهادة أن لا إله إلا الله، والمصدق به: المؤمنون بالقرآن، من جميع خلق الله كائنا من كان من نبي الله وأتباعه.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لان قوله تعالى ذكره: والذي جاء بالصدق وصدق به عقيب قوله: فمن أظلم ممن كذب على الله، وكذب بالصدق إذ جاءه وذلك ذم من الله للمفترين عليه، المكذبين بتنزيله ووحيه، الجاحدين وحدانيته، فالواجب أن يكون عقيب ذلك مدح من كان بخلاف صفة هؤلاء المذمومين، وهم الذين دعوهم إلى توحيد الله، ووصفه بالصفة التي هو بها، وتصديقهم بتنزيل الله ووحيه، والذين هم كانوا كذلك يوم نزلت هذه