حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة سواء للسائلين قال: من سأل فهو كما قال الله.
23495 حدثنا موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي في أربعة أيام سواء للسائلين يقول: من سأل فهكذا الامر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: سواء لمن سأل ربه شيئا مما به الحاجة إليه من الرزق، فإن الله قد قدر له من الأقوات في الأرض، على قدر مسألة كل سائل منهم لو سأله لما نفذ من علمه فيهم قبل أن يخلقهم. ذكر من قال ذلك:
23496 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله سواء للسائلين قال: قدر ذلك على قدر مسائلهم، يعلم ذلك أنه لا يكون من مسائلهم شئ إلا شئ قد علمه قبل أن يكون.
واختلفت القراء في قراءة ذلك. فقرأته عامة قراء الأمصار غير أبي جعفر والحسن البصري: سواء بالنصب. وقرأه أبو جعفر القارئ: سواء بالرفع. وقرأ الحسن:
سواء بالجر.
والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراءة الأمصار، وذلك قراءته بالنصب لاجماع الحجة من القراء عليه، ولصحة معناه. وذلك أن معنى الكلأ: قدر فيها أقواتها سواء لسائليها على ما بهم إليه الحاجة، وعلى ما يصلحهم.
وقد ذكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ذلك: وقسم فيها أقواتها.
وقد اختلف أهل العربية في وجه نصب سواء، فقال بعض نحويي البصرة: من نصبه جعله مصدرا، كأنه قال: استواء. قال: وقد قرئ بالجر وجعل اسما للمستويات: أي في أربعة أيام تامة. وقال بعض نحويي الكوفة: من خفض سواء، جعلها من نعت الأيام، وإن شئت من نعت الأربعة، ومن نصبها جعلها متصلة بالأقوات. قال: وقد ترفع كأنه ابتداء كأنه قال: ذلك سواء للسائلين يقول: لمن أراد علمه.
والصواب من القول في ذلك أن يكون نصبه إذا نصب حالا من الأقوات، إذ كانت سواء قد شبهت بالأسماء النكرة، فقيل: مررت بقوم سواء، فصارت تتبع النكرات، وإذا تبعت النكرات انقطعت من المعارف فنصبت، فقيل: مررت بإخوتك سواء، وقد يجوز أن يكون إذا لم يدخلها تثنية ولا جمع أن تشبه بالمصادر. وأما إذا رفعت، فإنما ترفع ابتداء بضمير ذلك ونحوه، وإذا جرت فعلى الاتباع للأيام أو للأربعة.