الخبر جحدا، أو الجحد خبرا. قال: وكذلك ما فعلوه إلا قليل وقليلا من نصب، فعلى الاستثناء في عبادتكم إياه، ومن رفع فعلى العطف، ولا يكون بدلا.
وقوله: بل إدارك علمهم في الآخرة اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة سوى أبي جعفر وعامة قراء أهل الكوفة: بل إدارك بكسر اللام من بل وتشديد الدال من إدارك، بمعنى: بل تدارك علمهم أي تتابع علمهم بالآخرة هل هي كائنة أم لا، ثم أدغمت التاء في الدال كما قيل: اثاقلتم إلى الأرض وقد بينا ذلك فيما مضى بما فيه الكفاية من إعادته.
وقرأته عامة قراء أهل مكة: بل أدرك علمهم في الآخرة بسكون الدال وفتح الألف، بمعنى هل أدرك علمهم علم الآخرة. وكان أبو عمرو بن العلاء ينكر فيما ذكر عنه قراءة من قرأ: بل أدرك ويقول: إن بل إيجاب والاستفهام في هذا الموضع إنكار. ومعنى الكلام: إذا قرئ كذلك بل أدرك لم يكن ذلك لم يدرك علمهم في الآخرة، وبالاستفهام قرأ ذلك ابن محيصن على الوجه الذي ذكرت أن أبا عمرو أنكره.
وبنحو الذي ذكرت عن المكيين أنهم قرأوه ذكر عن مجاهد أنه قرأه، غير أنه كان يقرأ في موضع بل: أم.
20599 - حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الله بن موسى، قال: ثنا عثمان بن الأسود، عن مجاهد، أنه قرأ أم أدرك علمهم وكان ابن عباس فيما ذكر عنه يقرأ بإثبات ياء في بل، ثم يبتدئ أدارك بفتح ألفها على وجه الاستفهام وتشديد الدال.
20600 - حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن ابن عباس في هذه الآية: بلى أدارك علمهم في الآخرة: أي لم يدرك.
* - حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت ابن عباس يقرأ بلى أدراك علمهم في الآخرة إنما هو استفهام أنه لم يدرك. وكأن ابن عباس وجه ذلك إلى أن مخرجه مخرج الاستهزاء بالمكذبين بالبعث.
والصواب من القراءات عندنا في ذلك القراءتان اللتان ذكرت إحداهما عن قراءة أهل مكة والبصرة، وهي بل أدرك علمهم بسكون لام بل وفتح ألف أدرك وتخفيف دالها،