بعد ما أنزلت التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخوا قردة، ألم تر أن الله يقول:
ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الامر وما كنت من الشاهدين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): وما كنت يا محمد بجانب غربي الجبل إذ قضينا إلى موسى الامر يقول: إذ فرضنا إلى موسى الامر فيما ألزمناه وقومه، وعهدنا إليه من عهد وما كنت من الشاهدين يقول: وما كنت لذلك من الشاهدين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20919 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وما كنت يا محمد بجانب الغربي يقول: بجانب غربي الجبل إذ قضينا إلى موسى الامر.
20920 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: غربي الجبل.
20921 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا الضحاك بن مخلد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة بن عمرو، قال: إنكم أمة محمد (ص) قد أجبتم قبل أن تسألوا، وقرأ: وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الامر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: ولكنا أنشأنا قرونا ولكنا خلقنا أمما فأحدثناها من بعد ذلك فتطاول عليهم العمر. وقوله: وما كنت ثاويا في أهل مدين يقول: وما كنت مقيما في أهل مدين، يقال: ثويت بالمكان أثوي به ثواء، قال أعشي ثعلبة: