يقول تعالى ذكره: ويقول مشركو قومك يا محمد، المكذبوك فيما أتيتهم به من عند ربك. متى يكون هذا الوعد الذي تعدناه من العذاب، الذي هو بنا فيما تقول حال ان كنتم صادقين فيما تعدوننا به قل عسى أن يكون ردف لكم يقول جل جلاله: قل لهم يا محمد: عسى أن يكون اقترب لكم ودنا بعض الذي تستعجلون من عذاب الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20606 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: قل عسى أن يكون ردف لكم يقول: اقترب لكم.
* - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون يقول:
اقترب لكم بعض الذي تستعجلون.
20607 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: عسى أن يكون ردف لكم قال: ردف: أعجل لكم.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون قال: أزف.
20608 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله: ردف لكم اقترب لكم.
واختلف أهل العربية في وجه دخول اللام في قوله: ردف لكم وكلام العرب المعروف: ردفه أمر، وأردفه، كما يقال: تبعه وأتبعه، فقال بعض نحويي البصرة: أدخل اللام في ذلك فأضاف بها الفعل كما يقال: للرؤيا تعبرون ولربهم يرهبون.
وقال بعض نحويي الكوفة: أدخل اللام في ذلك للمعنى، لان معناه: دنا لهم، كما قال الشاعر:
(فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى)