حسر سورة القصص) * (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ئ وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون) *.
يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد يعلم ما تخفى صدور خلقه وهو من: أكننت الشئ في صدري: إذا أضمرته فيه، وكننت الشئ: إذا صنته، وما يعلنون: يقول: وما يبدونه بألسنتهم وجوارحهم، وإنما يعني بذلك أن اختيار من يختار منهم للايمان به على علم منه بسرائر أمورهم وبواديها، وإنه يختار للخير أهله، فيوفقهم له، ويولي الشر أهله، ويخليهم وإياه. وقوله: وهو الله لا إله إلا هو يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا معبود تجوز عبادته غيره له الحمد في الأولى يعني في الدنيا والآخرة وله الحكم يقول: وله القضاء بين خلقه وإليه ترجعون يقول: وإليه تردون من بعد مماتكم، فيقضي بينكم بالحق. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون) *.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله: أيها القوم أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل دائما لا نهار إلى يوم القيامة يعقبه. والعرب تقول لكل ما كان متصلا لا ينقطع من رخاء أو بلاء أو نعمة هو سرمد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20993 - حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: سرمدا: دائما لا ينقطع.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
20994 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله إن جعل الله عليكم الليل سرمدا يقول: دائما.
وقوله: من إله غير الله يأتيكم بضياء يقول: من معبود غير المعبود الذي له عبادة كل شئ يأتيكم بضياء النهار، فتستضيئون به أفلا تسمعون يقول: أفلا ترعون ذلك