20979 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة حتى يبعث في أمها رسولا وأم القرى مكة، وبعث الله إليهم رسولا: محمدا (ص).
وقوله: وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون يقول: ولم نكن لنهلك قرية وهي بالله مؤمنة إنما نهلكها بظلمها أنفسها بكفرها بالله، وإنما أهلكنا أهل مكة بكفرهم بربهم وظلم أنفسهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20980 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون قال الله: لم يهلك قرية بإيمان، ولكنه يهلك القرى بظلم إذا ظلم أهلها، ولو كانت قرية آمنت لم يهلكوا مع من هلك، ولكنهم كذبوا وظلموا، فبذلك أهلكوا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) *.
يقول تعالى ذكره: وما أعطيتم أيها الناس من شئ من الأموال والأولاد، فإنما هو متاع تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا، وهو من زينتها التي يتزين به فيها، لا يغنى عنكم عند الله شيئا، ولا ينفعكم شئ منه في معادكم، وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير مما أوتيتموه أنتم في هذه الدنيا من متاعها وزينتها وأبقى، يقول: وأبقى لأهله، لأنه دائم لا نفاد له. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20981 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، في قوله وما عند الله خير وأبقى قال: خير ثوابا، وأبقى عندنا أفلا تعقلون يقول تعالى ذكره: أفلا عقول لكم أيها القوم تتدبرون بها فتعرفون بها الخير من الشر، وتختارون لأنفسكم خير المنزلتين على شرهما، وتؤثرون الدائم الذي لا نفاد له من النعيم، على الفاني الذي لا بقاء له.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين) *.
يقول تعالى ذكره: أفمن وعدناه من خلقنا على طاعته إيانا الجنة، فآمن بما وعدناه