بقتلها، فاعف عن ذنبي ذلك، واستره علي، ولا تؤاخذني به فتعاقبني عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20763 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، في قوله: رب إني ظلمت نفسي قال: بقتلي من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر، ولم يؤمر.
20764 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: عرف المخرج، فقال: ظلمت نفسي فاغفر لي، فغفر له.
وقوله: فغفر له يقول تعالى ذكره: فعفا الله لموسى عن ذنبه ولم يعاقبه به إنه هو الغفور الرحيم يقول: إن الله هو الساتر على المنيبين إليه من ذنوبهم على ذنوبهم، المتفضل عليهم بالعفو عنها، الرحيم للناس أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد ما تابوا منها.
وقوله: قال رب بما أنعمت علي يقول تعالى ذكره: قال موسى رب بانعامك علي بعفوك عن قتل هذه النفس فلن أكون ظهيرا للمجرمين يعني المشركين، كأنه أقسم بذلك، وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: فلا تجعلني ظهيرا للمجرمين كأنه على هذه القراءة دعا ربه، فقال: اللهم لن أكون ظهيرا ولم يستثن عليه السلام حين قال فلن أكون ظهيرا للمجرمين فابتلي. وكان قتادة يقول في ذلك ما:
20765 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فلن أكون ظهيرا للمجرمين يقول: فلن أعين بعدها ظالما على فجره، قال: وقلما قالها رجل إلا ابتلي، قال: فابتلي كما تسمعون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين) *.
يقول تعالى ذكره: فأصبح موسى في مدينة فرعون خائفا من جنايته التي جناها، وقتله النفس التي قتلها أن يؤخذ فيقتل بها يترقب يقول: يترقب الاخبار: أي ينتظر ما الذي يتحدث به الناس، مما هم صانعون في أمره وأمر قتيله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20766 - حدثني العباس بن الوليد، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا الأصبغ بن