قال أبو جعفر: أحسبه قال: فأخبرتاه الخبر فلما أتاه موسى كلمه، قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان، ولسنا في مملكته.
20842 - حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: لما رجعت الجاريتان إلى أبيهما سريعا سألهما، فأخبرتاه خبر موسى، فأرسل إليه إحداهما، فأتته تمشي على استحياء، وهو يستحي منه قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها وقال لها: امضي، فمشت بين يديه، فضربتها الريح، فنظر إلى عجيزتها، فقال لها موسى: أمشي خلفي، ودليني على الطريق إن أخطأت. فلما جاء الشيخ وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.
20843 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا قال: قال مطرف: أما والله لو كان عند نبي الله شئ ما تتبع مذقيهما، ولكن إنما حمله على ذلك الجهد فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.
20844 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: رجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيها، فأنكر شأنهما، فسألهما فأخبرتاه الخبر، فقال لإحداهما: عجلي علي به، فأتته على استحياء فجاءته، فقالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقام معها كما ذكر لي، فقال لها: أمشي خلفي، وانعتي لي الطريق، وأنا أمشي أمامك، فإنا لا ننظر إلى أدبار النساء فلما جاءه أخبره الخبر، وما أخرجه من بلاده فلما قص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين وقد أخبرت أباها بقوله إنا لا ننظر إلى أدبار النساء. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قالت إحداهما يأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) *.
يقول تعالى ذكره: قالت إحدى المرأتين اللتين سقى لهما موسى لأبيها حين أتاه موسى، وكان اسم إحداهما صفورا، واسم الأخرى ليا، وقيل: شرفا كذلك.