إنك قد عرفت هذا الغلام، فدلينا على أهله، فقالت: ما أعرفه، ولكني إنما قلت: هم للملك ناصحون.
20737 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون قال: فعلقوها حين قالت:
وهم له ناصحون، قالوا: قد عرفته، قالت: إنما أردت هم للملك ناصحون.
20738 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق وهم له ناصحون أي لمنزلته عندكم، وحرصكم على مسرة الملك، قالوا: هاتي. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) *.
يقول تعالى ذكره: فرددنا موسى إلى أمه بعد أن التقطه آل فرعون، لتقر عينها با بنها، إذ رجع إليها سليما من قتل فرعون ولا تحزن على فراقه إياها ولتعلم أن وعد الله الذي وعدها إذ قال لها فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني...
الآية، حق. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20739 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فرددناه إلى أمه فقرأ حتى بلغ لا يعلمون ووعدها أنه راده إليها وجاعله من المرسلين، ففعل الله ذلك بها.
وقوله: ولكن أكثرهم لا يعلمون يقول تعالى ذكره: ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حق، لا يصدقون بأن ذلك كذلك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) *.
يقول تعالى ذكره: ولما بلغ موسى أشده، يعني حان شده بدنه وقواه، وانتهى ذلك منه. وقد بينا معنى الأشد فيما مضى بشواهده، فأغني ذلك عن إعادته في هذا الموضع.